اجتثاث فكر داعش الخرب وسحق أحلام داعش المريضة واستئصال جرائم داعش المرعبة التي تحدثت بها الركبان ونشرتها «الميديا» الحديثة في آفاق الدنيا عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى لإنقاذ الأمة من شرور هذه الجماعة المارقة!
لقد وثق إعلام «داعش» جرائمها القبيحة التي تتباهى بها لإرعاب الناس؛ فأصبحت تاريخا لا يمحى وشاهدا عليها إلى يوم الدين؛ كنحر آلاف الأبرياء المدافعين عن كرامتهم وحقوقهم!
إن الله لينتقم للمظلوم وينتصر له بمن هو أظلم منه؛ فيسلط على الظالم من هو أشد منه ظلما وفتكا وإجراما!
نثق بالعدل الإلهي، وأن الله سينتقم للمظلومين الذين افترى عليهم «الأشرار» من أتباع تنظيم داعش وموالي بشار ومجنديه وعملائه بكل اسم أو رسم أو شعار مختلق مكذوب مزور باسم الإسلام والخلافة والجهاد؛ كقتال «المرتدين والكفار» كما يعرفهم إعلام الخليفة المزعوم! فيبدؤون - حماية لنظام بشار - بمقاتلة «المرتد» وهو في عرف جماعة دولة الخلافة كل من يقاتل بشارا؛ فيحارب تنظيم «الدولة المزعومة» من يسمونهم الصحوات والعشائر والثائرين على بشار أو على هيمنة الفرس على العراق! والمحصلة التي يرمي إليها تنظيم «دولة الخلافة» الاستخباراتي هو محاربة كل من يحارب نظام بشار أو يسعى إلى إسقاطه أو إضعافه أو اقتطاع ولاية من ولاياته؛ فتولت ذلك «داعش» التي أنشئت لهذا الغرض وأطلقت على نفسها زورا وبهتانا لقب «الدولة الإسلامية» ثم أعلنت عنوانا براقا يستجلب السذج والمغفلين والعاطفيين من حدثاء الأسنان ومن الممتلئين عواطف مشبوبة فوارة تعميهم عن النظر إلى ما وراء الأكمة وما خلف العناوين البراقة والخطب الرنانة وزي الخلافة المستوحى من التاريخ واللحى المرسومة بعناية ودقة، وتوظيف النصوص الدينية في غير سياقها لتستجلب ذوي العواطف الدينية الملتهبة الذين قد يستجيبون للخطاب الديني البراق بحسن نية فيكونون حطبا ووقودا للدفاع عن مخططات أعداء الدين باستخدام الدين نفسه؛ كما فعل القرامطة من قبل؛ حيث استخدم «حمدان قرمط» الآية القرآنية الكريمة (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) وجعلها شعارا له في بيرقه الأبيض، وهو المجوسي الفارسي الملحد الذي أسفر عن عدائه وأحقاده على العرب والمسلمين جميعا في كل الديار؛ فأفسد في العراق دولة الخلافة العباسية - آنذاك - حتى طارده الخليفة العباسي إلى بلاد البحرين، ثم غزا الحجاز واقتلع الحجر الأسود وباب الكعبة وميزابها عام 317هـ وقتل من الحجاج في تلك السنة التي غزا فيها مكة تسعة آلاف بعد أن أمنهم فامتلأ الحرم الشريف بالشهداء وسدت زمزم بالجثث وبقرت بطون النساء! ووقف أبو طاهر الجنابي المجوسي الملحد ينشد على سطح الكعبة «أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا!
ألم يكن الشعار المعلن للقرامطة وللخوارج نصرة الإسلام والعدالة والشورى، وما إلى ذلك من الشعارات التي انخدع بها آلاف الناس في تلك المراحل الغابرة من التاريخ الإسلامي، ولم يكن يدور في خلد بعض المخدوعين بهم أن الخوارج أو القرامطة من بعدهم كانوا يريدون الشر بالأمة! ولكن الحقائق كانت واضحة للعقلاء الواعين وللعلماء الثقاة الثابتين؛ بينما طار خلف غبار الشعارات أولئك المتعجلون أو العاطفيون أو من كانوا ينطوون على مواقف خاصة أو أثرة ضد الإسلام والمسلمين أو تجاه العرب ودولتهم؛ كالشعوبيين على الأخص.
وكل من يقرأ التاريخ بروية بإنصاف لا تخفى عليه المكايد والمؤامرات التي كان يحيكها الفرس واليهود لإفشال قيام الدولة العربية الإسلامية؛ فتتابعت المواقف اللئيمة بدءا باغتيال عمر ثم فتنة عثمان ثم إحداث الانشقاق بين علي ومعاوية، ثم معركة الجمل ثم خيانة الحسين، ثم إسقاط الخلافة الأموية، ثم العباسية عن طريق البرامكة ثم القرامطة ثم خيانة ابن العلقمي وسقوط بغداد 656هـ.
وتعيد دولة خلافة البغدادي المزعومة درس التاريخ المؤلم من جديد!