تقول الدكتورة الفاضلة «ثريا العريّض» في تغريدة لها في تويتر: (أعرف طفلة قررت أن تُموِّت نفسها لأن المعلمة أكدت لهم أن من يموت صغيرا لا يعاقبه الله على ما ارتكب. لولا فهمناها أن الانتحار حرام قطعا). وليس لدي أدنى شك، أن الشيخ الحركي «يوسف القرضاوي»، كبير جماعة الأخوان، وُمنظرهم، ومفتيهم، حينما أباح (العمليات الانتحارية)، وشجع عليها، بتسميتها (عمليات استشهادية)، كان يتناغم مع ما غرسته تلك المعلمة (المؤدلجَة) في ذهنية الفتاة؛ وهو ما جعل في النتيجة السعوديين هم أكثر الشعوب العربية تنفيذا للعمليات الانتحارية بين المسلمين.
وما يثيرني ويستفزني أن كثيرا من الصحفيين الغربيين، ممن قابلتهم كانوا يعتقدون أن علماء المملكة السلفيين، أو كما يُسمونهم (علماء الوهابية)، هم من يفتون بهذه الفتاوى؛ في حين أن أهم ثلاثة علماء من علماء المملكة، وهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله، والشيخ صالح الفوزان، يحرمونها تحريماً قطعيا؛ ولم يجزها إلا مشايخ الحركيين ولهم فيها مآرب أخرى، فهي سلاح الإرهاب والإرهابيين الأول؛ وهؤلاء هم على خصام ليس مع السلطات الحكومية فحسب، وإنما مع استقرار البلاد وأمنها وأنظمتها؛ ولهم في تفجير الاستقرار مؤلفات مشهورة وأشرطة مسجلة ومقولات معروفة لدى الجميع، منذ أن غزا صدام الكويت، وحتى هبت رياح ما يُسمى الربيع العربي مؤخراً.. لذلك كنت أقول لهؤلاء الصحفيين: ليس من العدل أن تُجرم ثقافة من خلال مقولات (مناوئيها) أو شُذاذها وليس من خلال مقولات أصحابها الأصلاء.
ورغبة مني في التأصيل، كي لا يجد المدلسون من الحركيين ومشايخهم فرصة للتدليس، سأنقل لكم بالحرف فتوى لأهم عالم (سعودي) سلفي حي على الإطلاق، عُرفَ عنه أنه لا يخشى فيما يراه حقاً لومة لائم، وهو الشيخ صالح الفوزان,, فعندما سُئل عن العمليات الانتحارية وهل يجيزها؟.. امتعض وأجاب: ( الله جل وعلا يقول: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} فلا يجب على الإنسان أن يقتل نفسه, ويحافظ على نفسه غاية المحافظة، أما انه يتعمّد قتل نفسه فهذا لا يجوز). ثم يواصل (في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، كان واحد من الشجعان بقاتل في سبيل الله مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أنه قُتل، فقال الناس يثنون عليه: ما أبلى منا أحد مثلما أبلى فلان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: هو في النار، فصعب ذلك على الصحابة، كيف هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحد إلا تبعه وقتله يكون في النار؟.. فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعدما جُرح، ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض ورفع ذبابته إلى أعلى، ثم تحامل عليه وقتل نفسه، فمات الرجل، فقال هذا الصحابي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى، لماذا دخل النار مع هذا العمل؟.. لأنه قتل نفسه ولم يصبر؛ فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه). انتهى.
والفتوى على هذا الرابط قالها بلسانه:
https://www.youtube.com/watch?v=4eEuK50GSG8
والسؤال: ألم يقرأ القرضاوي آية تحريم الانتحار، ويطلع على هذا الحديث الصحيح الذي أورده الشيخ صالح الفوزان؟.. قرأ الآية، ويعرف الحديث، ولكنه (حركي)؛ والحركي صاحب هوى، وهمّه الحركة وصراعاتها وليس الصحيح الثابت من دين الإسلام. أما لماذا تُلصق هذه الفتوى الدموية بالوهابية - كما يسموننا - ولم تنسب لجماعة الإخوان، فلأن لدى الإخوان آلة إعلامية ضخمة، وعملاء في الداخل والخارج، يعملون بكل ما أوتوا من قوة، على تضليل الناس، وتبرئة الإخوان من (الإرهاب) والإرهابيين، وإلصاقها بدعوة الشيخ؛ وليس أوضح من حركة داعش وجبهة النصرة وإلصاقها بنا وبثقافتنا، رغم أنها نتاج حركة (التكفير و الهجرة) التكفيرية (القطبية) الإخوانية، كما يعرف كل من بحث في أصول الإرهاب وتاريخه في الزمن الحاضر.
ومرة أخرى، أقولها، وخاصة للغربيين، ولدي من الأدلة والإثباتات الكثير؛ أن الحرب على الإرهاب لن تحقق أهدافها، ما لم يعامل العالم جماعة الأخوان، كما عامل الأوربيون الحركة النازية.
إلى اللقاء.