تعد الفنون واجهة الشعوب المشرقة، ومؤشر رقيها, وتقاس الحضارات وتطورها من خلال فنونها فهي السفير الصادق والمقنع لمستوى وعي ورقي وتطور الشعوب والمجتمعات، ويحرص القائمون على العلاقات بين الشعوب أن يكون تمثيلهم بأفضل الموجود من الفنون وأكمل المتاح من أبناء الوطن فهم الصورة الناصعة والنموذج الأمثل لوطنهم وثقافة أمتهم، ومن هنا جاءت أهمية المشاركات بين الدول والشعوب بخير سفرائها وأرقى فنونها وثقافتها، وبالنظر في واقع المشاركات التشكيلية السعودية الخارجية بشكلها الرسمي نجد أنها بدأت من خلال مشاركات الرئاسة العامة لرعاية الشباب كأنشطة مصاحبة لفعاليات أو مشاركات في معارض دولية، ومهرجانات عربية وأسابيع ثقافية وأسابيع إخاء عربية أو أنشطة على هامش فعالية رياضية، وكانت المشاركة فيها شبه محتكرة لعدد محدد من أسماء فناني منطقة واحدة دون النظر لمستويات المشاركة أو فتح المجال لمشاركة فنانين من بقية مناطق المملكة وأستمر الأمر على ذلك الحال حتى انتقل أمر المشاركات الخارجية لوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدولية وتمت الاستعانة بجهود عدد من الفنانين التشكيليين السعوديين كمستشارين لترشيح المشاركات التشكيلية الخارجية، فكانت تتأرجح بين مشاركات شبه عادلة ومنصفة في الاختيار والترشيح وبين أخرى خضعت للشلليلة والمحسوبيات، وبالرغم من أن استعانة وكالة الوزارة للترشيحات بتشكيليين من خارج الوزارة خطوة إيجابية وثقة جميلة في أهل التخصص إلا أن الطموح أكبر من عرض نماذج من أعمال الفن السعودي في معرض مصغر، ولا حتى في حضور فنان أو فنانين فقط ضمن وفد من عشرات موظفين وإداريين الوزارة، وقد آن الأوان لوضع آلية ومنهجية لترشيح أعمال التشكيليين السعوديين للمشاركات المشرفة خارجياً، وأن يكون الحضور التشكيلي أكثر ثراء من خلال ندوات ومحاضرات عن الفن التشكيلي السعودي واستعراض تاريخ التجارب التشكيلية السعودية، وأيضاً تقديم المؤلفات التشكيلية التي تظهر التجارب السعودية سواء بشكلها الجمعي أو الفردي ودعمها ونشرها في المشاركات الخارجية وترجمتها بأكثر من لغة وتقديمها للجامعات والمكتبات في كل الدول المستضيفة للفعالية، وأيضاً طباعة المستنسخات من أعمال التشكيليين السعوديين وتقديمها إهداءات لتعرف بمنتجنا التشكيلي بشكل لائق ومشرف لعموم زوار الفعاليات، كما أن اقتناء أعمال التشكيليين السعوديين من قبل الوزارة وتقديمهالمتاحف والمعارض والوزارات بالدول المزارة يضمن التعريف الجيد بالمنجز التشكيلي السعودي، ولكي تكتمل الصورة المشرقة للمشاركات الخارجية بعد التجهيز المبكر والاستعداد الجيد والترشيح المناسب للأعمال يأتي الاختيار الأمثل لفريق العمل من الفنانين لكي يكونوا خير سفراء للفن والوطن ويصاحبوا إبداعات الوطن الفنية بإبداعات التمثيل المشرف والذي يضمن ظهورهم بصورة نقية وراقية وتغيير الصورة السطحية النمطية لدى الكثير من دول العالم عن الفنان والمثقف السعودي والتي كرست من خلال مشاركات فردية سابقة، ولتكن المشاركات التشكيلية الخارجية خير سفير لثقافتنا فوطننا يستحق الكثير.