سؤال تلقيته عبر إيميل الصفحة.. جعلني أعيد مراجعة ما كتبته على مدى ما يزيد عن الخمس والثلاثين عاماً، طرحت في بعضه رؤيتي حول فعالية أو مشاركة أو مستوى أعمال في معارض في الداخل أو الخارج... لكن السؤول جعلني أيضاً أعيد ما اقرأه للزملاء الكتاب التشكيليين، منهم ملتزم مع صحيفة رسمية ومنهم من يمارس الكتابة المتقطعة في صحف معروفه، والأكثرية وجدوا في صفحات الفيس بوك أو تويتر ما يلبي رغبتهم في نقد الآخرين وإبداء الرأي في ما يقام من مناسبات وفعاليات تشكيلية فردية أو جماعية.
والحديث هنا لا يتعلق بما يكتب وهل هو في حدود النقد أم (الحقد)، ولكنني أبحث عن إجابة لذلك السؤال (هل النقاد يفعلون أو يطبقون ما يقولون.. وهل يستطيعون أن يقدموا ما هو أفضل مما يقام، ولماذا لا يبادرون بالتطوع والعمل بديلاً لمن يعمل ولم يحظ عمله برضاهم؟
أجزم أنهم لو قاموا (وأنا منهم) بما يرونه صحيحاً فسيجدون من ينتقدهم.. فهذه حال الدنيا.. لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع... مع ما يشوب النقد من شكوك، فالبعض يصدر من مغبوط أو حاسد وآخر من جاهل بحقيقة ما يتعرض له من يعمل ويجتهد (ليس كل مجتهد مصيب).
وهنا يمكن أن نكتشف الفارق بين ما ينتقد بأسلوب يمزج فيه بين وجهة النظر للإصلاح مطعمة وممزوجة بالثناء والتقدير للجهود التي لا تأتي سهلة أو إنها ارتجالية. فلا شك أن من يقوم علي عمل أو مشروع تشكيلي ينشد النجاح والتميز منتظراً التوجيه وليس التقليل وبالإشادة بديلاً عن الإحباط.. إذا علمنا أن أولئك المبادرين بالفكرة أو التنفيذ بشر لهم ظروفهم ومشاغلهم ومشكلاتهم الحياتية ومع ذلك يجتهدون ويتجاوبون ويدعمون (الكثير منه تطوعاً) لهذا الفن بالمشاركة، إما بعمل فردي يخدم الجميع أو مع مجموعة وهبت وقتها لتقديم ما يضيف ويضفي جديداً لثقافة الوطن.
ومن هنا أعلن أنني لا أبريء نفسي ولكنني مع الاعتراف أعد بكل صدق وأقولها دون تردد ويقولها من يشاركني الإحساس بهؤلاء (أننا أصحاب حكي وليس فعل) حينما يكون ما نكتبه أو نستعرضه تقليلاً من جهود الآخرين واعتذر لهم عن كلمة أو وجهة نظر فهمت عكس ما أعنيه، واختم بالقول استمروا وابدعوا واعملوا، فالوطن ينتظر الكثير منكم، وما نشاهده من معارض أو مبادرات تستحق التقدير مع أهمية وعي من يقومون على أي نشاط تشكيلي أنهم معرضون لوجهات النظر، ولهذا عليهم تحري الدقة والاستفادة من أخطائهم أو من أخطاء من سبقوهم.