بعد أن تولى إبراهيم البلوي رئاسة نادي الاتحاد على أثر اكتساحه لمنافسه في الانتخابات التي جرت في شهر يناير الماضي رفع ثلة من الاتحاديين شعار (لا للنقد) له ولإدارته متخذين لذلك حججاً وأعذار واهية وغير رياضية، ولا تستقيم مع واقع الرياضة وتركيبتها، وحال نادي الاتحاد وشخصيته!!
كانت الحجة في البداية عبارتهم المشهورة (مو وقته) والتي استمرت مرفوعة لوقت طويل، إلى درجة أن من كان ينتقد أو حتى يتساءل يعتبر (خصماً) وغير محب للكيان، إن لم يصنف عدواً له (!!) وكان من نتاج ذلك حدوث العديد من الأخطاء وتوالي السلبيات وتكرارها، ومن ذلك على سبيل المثال استمرار الجهاز الفني (المؤقت) للفريق بقادة خالد القروني في المرحلة المهمة من بطولة آسيا (وكان خطئاً كبيراً عند البعض) وبرنامج المعسكر الملخبط، خاصة توقيت المعسكر الخارجي، وعدم انخراط بعض اللاعبين فيه من البداية، وأيضاً بعض مبارياته التي كانت أمام فرق ضعيفة لا تسمن ولا تغني من جوع، بالإضافة إلى (استقطابات) اللاعبين غير السعوديين وكانت في مراكز غير صحيحة وغير مفيدة للفريق، خاصة اللاعب الآسيوي (الضميري) الذي هوجم كل من اعترض عليه وانتقد التعاقد معه كلاعب قلب دفاع وهو أصلاً ظهير أيسر، كل هذه الأخطاء وغيرها ظهرت وقت المحك والمواجهة الآسوية التي (ذّل) الفريق فيها وحوله فريق العين الإماراتي إلى (فريق صغير) بعد أن هزمه ذهاباً وإياباً في سابقة لم تحدث للاتحاد من قبل في مشاركاته الآسيوية، وسجلت مشاركته في نسخة البطولة هذه هي الأسوأ طوال تاريخه.
وليت الأمر انتهي عند هذا الوضع، فلا يزال الشعار(الانبطاحي) مرفوعاً - مع الأسف- عند بعض الاتحاديين والحجة هذه المرة (الرجل يعمل) ولا أعرف ما الذي يعمله إبراهيم أو عمله حتى الآن في النادي (زيادة) عن ما يجب أن يعمله (فخامة) الرئيس سواء في الاتحاد أو في أي ناد آخر، وهو الذي تولي المهمة في منتصف شهر يناير الماضي أي أنه مضى قرابة تسعة أشهر لجلوسه على الكرسي (الساخن)، وليس ثمة تغيير في النادي والعمل فيه؛ تغيير حقيقي بالفعل وملموس، اللهم سوى الوعود (المخدرة) وأخبار التعاقدات المسرّبة، والتي قد لا تكون في النهاية إلا مثل صفقتي (الاتفاقي) محمد كنو و(المصري) أحمد فتحي والتي أعلنها الرئيس شخصياً ثم كانت (فالصو)!
إن المطلوب من الاتحاديين (الاستيقاظ) وخلع رداء المجاملة وتمزيق جلباب التردد والخوف من أي شيء أو أي صفة يمكن أن تطلق عليهم عند الحديث عن أخطاء تتراكم وإخفاقات تلوح في الأفق، واضعين نصب أعينهم مصلحة النادي ومكانته، والتاريخ لن يشفع لهم السكوت والمجاملة ولم يتعود الاتحادي (الغيور) الذي يرفع شعار (لا أحد فوق الكيان) أن يكون في أمور نادية كالنعامة التي تدس رأسها في التراب.
كلام مشفر
* أكثر أمور نادي الاتحاد من تسعة أشهر لم تتغير من كل الزوايا، لا من حيث القضايا ولا تراكم الديون ولا تسديد الرواتب والمتأخرات، ولا يوجد عقود رعاية ولم يحضر أو يقترب أكثر أعضاء الشرف بدليل قول الرئيس (أنه يجدف وحيداً)!
* وإذا كان الحديث عن إقامة العمسكرالخارجي وإحضار لاعبين أجانب، هو عمل الرئيس الذي (يتغني) به البعض فذلك عمل تقوم به كل الأندية وكل الرؤساء، حتى في دوري ركاء أقامت الأندية معسكرات خارجية وأحضرت محترفين أجانب.
* والاتحاد(سباق) في هذه الأمور كلها، أي أنها ليست جديدة، فالتاريخ يشهد له منذ الأزل بمعسكرات خارجية كانت بدايتها عام 1370هـ بمعسكر القاهرة التاريخي.
* وفي سجلاته معسكرات عالمية أخرى معروفة حتى للجيل الصغير(الحالي) مثل معسكر النمسا المشهور ومعسكر مدريد ومباراة الريال التاريخية ومعسكرالبرتغال قبل ثلاث سنوات، فلا يحسبن أحد أن معسكر هولندا هو الأول أو أنه جديد على النادي.
* حتى على صعيد المحترفين غير السعوديين لم تحاك تعاقدات الرئيس الحالية الأسماء الفاخرة التي جلبها النادي خلال تاريخه الطويل من عهد هوجو بيريز وسيرجيف وفلاديمير مروراً بالفونسو وأحمد بهجا وداليان ودنادوني وسيرجووتشيكو وكلون وجوب وبورجتي وانتهاء بعماد متعب وأبوشروان والحسن كيتا وزياييه وأحمد حديد وسوزا.
* أما على صعيد الأجهزة الفنية فإن ما يروّجه البعض عن عقد قادم للفريق مع مدرب عالمي سواء أكان مدرب منتخب رومانيا أو سواه فإنه أيضاً لن يكون سابقة ولا جديداً في النادي العريق الذي دربه أسماء (عالمية) كبيرة حققت له إنجازات تاريخية مشهودة.
· أما على مستوى إنجازات الرؤساء السابقين فإن ذلك لا يخفى على أصغر مشجع رياضي ناهيك عن المشجع الاتحادي، سواء الآسوية والوصول إلى العالمية أو إنجاز الثلاثية أو الرباعية، وغيرها من الإنجازات (التاريخية) ولم يوقف ذلك النقد عن أي مسؤول أو رئيس في أي عهد وكل ذلك تحت شعار (لا أحد فوق لكيان).. وبعد هذا يبقى السؤال عن أي عمل تتحدثون أن (فخامة) الرئيس يقوم به؟!