فاجأ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نادي الاتحاد والمجتمع الرياضي السعودي بقراره حرمان (النادي السعودي) من حضور جماهيره مباراته المهمة والحاسمة في إياب دور الثمانية لدوري أبطال آسيا أمام فريق العين الإماراتي.
وعندما أقول إن القرار مفاجئ فأعني في توقيته، ووصوله (صادراً) دون أن يكون هناك تداعيات أو إرهاصات مسبقة له، وذلك يعني أننا نعاني ضعفاً كبيراً في الاتحاد القاري ولجانه، إلى درجة أن قراراً مثل هذا - لا يمكن أن يُتخذ فجأة أو في اجتماع واحد ومن غير جمع معلومات - لا يعرف عنه الاتحاد السعودي لكرة ولا أحد من أعضائه في لجان الآسيوي؛ وهذه مصيبة.
أما إن كانوا يعرفون (والتزموا الصمت حتى صدوره) فالمصيبة أعظم. فالصمت حتى صدور القرار يعني المزيد من الريبة، ويصل إلى درجة (إمكانية) الاتهام بالمشاركة فيه.
قرار العقوبة ليس موجَّهاً ضد نادي الاتحاد بحد ذاته، وإنما يتجاوزه. هو موجَّه ضد الكرة السعودية، وصدوره كما أجمع (المنصفون) فيه استهانة واستخفاف بالأندية والكرة السعودية، واستهداف لهما؛ ولذلك (تخندق) الناضجون من الرياضيين (العقلاء) ضده، ونادوا برفضه ومواجهته، وساهموا بالمعلومات لذلك. وببساطة، تمرير القرار وعدم مجابهته يعنى استمرار الاستخفاف ومزيداً من الاستهانة والتطاول؛ وبالتالي إلحاق الضرر مستقبلاً بنادٍ أو أندية سعودية أخرى في أي وقت يريده الاتحاد الآسيوي، ولمصلحة من يشاء من أندية القارة الأخرى المنافسة. إن لم يكن التصدي والرفض حقيقياً وقوياً سيحصل ويتكرر ذلك على طريقة قصة الأسد والثور، ومقولة (أُكلت يوم أُكل الثور الأصفر). والحكاية معروفة.
ورغم أن القرار استند إلى حدوث (تجاوز) في المدرج الأصفر إلا أن العقوبة لا يمكن أن تكون بهذه الدرجة من الحدة والتوقيت. فجعلها في هذا الدور المتقدم من البطولة يعني أنها (عقوبة مغلظة)، يتجاوز دورها المحاسبة وعلاج خطأ إلى الإضرار بالنادي الكبير في مرحلة مهمة جداً من البطولة، خاصة أن تجاوز الفريق الاتحادي لهذه البطولة يعني بدرجة كبيرة وشبه أكيدة ضمان فريق سعودي في النهائي، ولذلك (تبعات) أخرى وتأثير - كما أظن - في (تقييم) البطولة، وتوزيع مقاعدها في السنوات الأخرى. وربما (قلت ربما) أن هذه هي (اللعبة) التي تحدث في بعض لجان الاتحاد الآسيوي، وغفل أو نام عنها ممثلونا!!
كلام مشفر
* ظهرت محاولات تصدر المجابهة والرفض من جهات وأسماء عدة بعد صدور القرار. وإذا كانت جميعها صادقة ومحاولاتها نابعة من إيمان وحس وطني فإن هناك من كان يفترض ويستطيع أن يكون دوره أثناء تداول القرار في أروقة الاتحاد الآسيوي وقبل اتخاذه، إلا إذا كان (الذهاب) المتكرر للسياحة والاستمتاع بأجواء (كوالالمبور) الاستوائية المغرية؟!
* الاستئناف هو الوسيلة التي ستلجأ إليها إدارة الاتحاد، وتبذل جهدها في هذا الأمر، وتستعين بالخبراء والخبرات، لكن لم نعرف أو نسمع عن الاهتمام والدور الذي يمكن أن تقدمه لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم المختصة والمتعلقة بهذا المجال.
* كانت عادة تكون الأسابيع الأولى للدوري الممتاز باردة وهادئة، و(تسخّن) فيها الفرق قبل أن يغلي الدوري لاحقاً. هذا الموسم بدأ التسخين مبكراً قبل انطلاقة الموسم بإعادة تشكيل اللجان، واحتد الموقف مع أولى مباريات الموسم و(بطولة) السوبر. أكيد الموسم سيكون (مشتعلاً) أكثر مما سبق.
* قيام بعض الأندية الكبيرة بإقصاء وإبعاد لاعبين استقطبهم قبل بداية الموسم، وقبل خوض أي مباراة رسمية، يعني وجود خلل كبير في العمل الفني (الدائم) في النادي، الذي يحافظ على حاضره ويصنع مستقبله، بعيداً عن المدير الفني (الجديد) ووقته المؤقت بعقده.
* رغم ما صاحبتها من أحداث وأخطاء، فإن (مخرجات) مباراة بطولة السوبر، وأول مباراتين (مقدمتين) لُعبتا في الدوري (الاتحاد والفيصلي والهلال والعروبة)، وأيضاً بعض مباريات بطولة كأس ولي العهد، مرت بهدوء، ومن غير تصعيد أو إفرازات أو (توتير)، إلا في تويتر.
* وإذا بحثت عن السبب فستجده في غياب بعض برامج (الفتنة) والتصيد.. ولن يستمر ذلك في الفترة القادمة، عندما تستأنف بثها من خلال طريقتها في التصعيد والانتقاء والانحياز والتأليف والفبركة والإثارة (الرخيصة) عبر القنوات الفضائية وبعض الضيوف المندفعين.
* قرعة كأس الخليج الثانية والعشرين التي سُحبت في المصمك أمس وجدت اهتماماً كبيراً وتغطية موسعة بشكل لم يحصل في الكثير من الدورات الماضية من قِبل وسائل الإعلام الخليجية المختلفة.
* ذلك ينذر بعمل إعلامي أكبر مع انطلاقة مباريات البطولة ومنافساتها بشكل موسع، يتجاوز واقع البطولة الفني ومستواها، ويتناسب وواقع البطولة الجماهيري وتأثيرها في المجتمع الرياضي الخليجي. إنها بطولة المنطقة الأولى (شاء من شاء وأبى من أبى).