إن الرس وقد عاشت فرحة العيد السعيد ورحبت بأبنائها.. فإن عيدها ليس فرحة عابرة ومناسبة صامتة.. لكن على هامش الأفراح هناك أبناء بررة... كانوا يلتقون لهدف سام ويطرحون الرؤى والأفكار والمشاعر الإيجابية نحو محافظتهم الغالية وكأنهم يغردون بقول الشاعر:
نقل فؤادك ما استطعت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل
فإن «الديرة» تبقى الأم الحاضنة مهما اختلفت وجهات النظر.. وتبقى رمزاً تناشد الوفاء من أبنائها... والرس لهم مسقط الرأس والعشق والتاريخ والذكريات... ومنذ عامين بدأت تزهو وتفتخر.. وتلبس حلة جديدة وتنسج شعار التطوير والبناء الجميل... كل هذا يدعمه محافظ شاب اسمه (محمد العساف) اقترب من الرجال بفكره وحماسه وهمته فبادلوه الإخلاص والوفاء والعطاء ومن هؤلاء «أطباء الرس» في مناطق الوطن الغالي.
جميعنا يعلم حاجة المحافظات إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي قد لا تكون متوفرة فيها مما دعى إلى التعاون مع المستشفيات التخصصية.. من هذا المنطلق.. شرع مستشفى الرس العام سنوياً توجيه الدعوة إلى أطباء المحافظة خارجها.. وعقد اجتماع ثاني أيام عيد الفطر المبارك. يحضره مجموعة من أصحاب السعادة الأطباء... الكل يحضر وفي جعبته فكرة أو رأي أو توجيه.. لمعالجة المعوقات والسلبيات وتعزيز الإيجابيات بما يعود بالسعادة والكمال والتميز للقطاع الصحي بالمحافظة بوجه عام.
وإن اجتماع هذا العام الهجري (1435) يحمل الرقم (10) ناقش نقاطاً منها:-
برنامج التشغيل الذاتي.. وزيارات الأطباء.. ومعوقات العمل بهذا الصرح الصحي.. وإن قافلة الأطباء المشاركين لها كوكبة مضيئة وأصحاب خبرة.. وحضورهم كان يتصف بالديمومة ومنهم الأخوة زايد صالح الزايد وسليمان صالح الغزلان وحمد الصالحي وطارق محمد العايد (القلب النابض) وشرف اللقاء كبير الأطباء حسين محمد الفريحي.. إلى جانب حضور مميز من جيل الشباب الذين سيحملون (الراية الطبية) في المستقبل.
إن بوادر نتائج الاجتماعات السابقة انعكست على تعزيز الشراكة والتعاون بين مستشفى الرس العام ومستشفى الملك فيصل بالرياض.. والتي كان ثمار يانعة صدقتها لغة الأرقام في عمليات المعدة من قبل الدكتور الحازمي، والعظام من خلال زيارة الدكتور الزايد وغيرهم من خلال برامج الأطباء الزائرين.. وقد أعلن المستشفى التخصصي بالرياض عن توفر مراكز خدمية باسم «مراكز خدمات التعاون الصحي» في العديد من المدن والمحافظات ومنها محافظة الرس حيث تقدم هذه المراكز العديد من الخدمات للمراجعين في مناطقهم دون تكبد عناء السفر.. وكذلك تقدم التدريب للعاملين بالقطاع الصحي عن بعد والتوعية ويتم التواصل عن طريق منسق إداري.
إن كل ما سبق من جهود وراءه رجل يقف في هرم الإدارة يتابع كل خطوة ويناقش تفاصيل اللقاء ويتابع كل شاردة وواردة.. إنه الأستاذ أبو إبراهيم حسين العوض مدير المستشفى الذي يدفع بكلمات الشكر والشفاء إلى معاشر الأطباء ويتقبل نقدهم وملاحظاتهم بصدر رحب.. فجميل بنا أن نقول للمحسن أحسنت وجزاك الله خيراً فأنت على قمة جهاز حكومي يحتاج منك المتابعة المستمرة أعانك الله ووفقك والشكر موصول لمنسق الاجتماع الأستاذ سليمان صالح الخليفة ولجميع العاملين مهما كان من هفوات أو أخطاء فالذين لا يعملون لا يخطئون... راجياً للجميع التوفيق.. وإلى اللقاء