أولاً، في هذه المناسبة يجب أن نبارك للكيان النصراوي الكبير - إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير - هذا الإنجاز.. وحصد كأس غالية على الجميع، كأس سيدي ولي العهد سلمان بن عبد العزيز.. أمام زعيم كبير لكنه (جريح) وكل النقاد والمتابعين اتفقوا على أن الهلال لم يكن في يومه.. ولكن في المقابل يجب أن نكون أكثر إنصافاً ونحاول أن نطرح وجهات النظر التي ساهمت في فوز العالمي بنتيجة ومستوى عالٍ.
1 - يجب أن يعرف الجميع أن الهلال واجه غريماً (تقليدياً) وفي مباراة تاريخية.. ولكن هذا المنافس والجار لبس ثوباً جديداً وشعاراً كبيراً عنوانه الصدارة في المنصات والميدان والنقاط.. لم يكن الرهان النصراوي على هذه المباراة وحسب.. لكن خطط ورتب البيت وجلب العناصر المفيدة ووفر البيئة المناسبة وصنع التجانس والانسجام وقبل ذلك حرك جمهوراً كبيراً، بل (شمس) صفراء كانت غائبة في مواسم سابقة ومشحونة بالإحباط.
وكانت هناك إدارة وقيادة الأمير فيصل بن تركي (كحيلان) والذي كحل عيون العاشقين بالفرحة وكان وراء قصة وحكاية الأفراح والليالي الملاح.. منظومة إدارية قاومت جميع الأمواج المالية العاتية وغياب الرعاة الكبار الفاعلين.. إدارة استطاعت أن تتجاوز كل العقبات وعملت بروح التفاؤل ولم تتأثر بنقد جارح أو صوت نشاز.. وكانت تعمل مع كل مباراة أنها محطة أخيرة واحترمت الخصوم داخل المستطيل الأخضر.. وحاولت أن تحتضن أعضاء الشرف المبتعدين... ناهيك عن التوفيق في مدرب كان له بصمة فنية (كارينيو).
كل ما سبق إلى جانب توقيع عقود في وقت مناسب.. وقد وفق العالمي في تشكيل مجموعة من لاعبي الوطن الذين صنعوا بصمة الانتصار وفي الوقت الذي كان تأثير اللاعب الأجنبي محدوداً وغير إيجابي.. لكن كان هناك يقف حارساً ذهبياً اسمه (عبد الله العنزي) يستحق لقب (حارس الموسم) فكان بارعاً في حماية مرماه من ولوج أهداف محققة كافية أن تقلب الموازين في لقاء الكأس أو حتى خلال جولات الدوري.
2 - أما الهلال فقد اختفت بعض الأسماء داخل الملعب ولعبت بتاريخها.. ولم نشاهد (الشياطين الزرقاء) أو جن الملاعب.. والذين كانوا في فوضى انتشار وانسجام سالب.. وإذا استثنينا الهدف المبكر للزلزال (ناصر) و(تسديدة) نيفيز فإن الفريق الهلالي كمجموعة لم يكونوا في يومهم الجميل وكانوا في حالة توهان داخل مساحة الملعب.
وقد لا نلوم كثيراً الكابتن (سامي) لأنه يمارس تجربة جديدة في عالم النهائيات كيف لا!! وهي بطولة بين (أسدين) كبيرين وبطولة بحجم كأس سيدي ولي العهد.. تحتاج إلى الترويض النفسي وامتصاص الضغط الإعلامي.. والجماهيري والمتابع يُلاحظ الانفعال والتسرع.. وربما كان هناك نوع من (الأنانية) والفردية بين خط المقدمة مما ساهم في ضياع فرص واعدة.
أما منطقة الدفاع فهي مشكلة عانى منها الأزرق طويلاً، رغم أن الإشكالية تحسنت قليلاً إلا أنه لا يزال هناك تعثرات ساهمت في النتيجة السلبية.
وإذا أراد المدير الفني أن يخرج (بهلال جميل) ويعمل صلحاً مع الجماهير الغاضبة لفريق كان حاضناً للكؤوس وعاشقاً للمنصات.. فيحب أن يعمل دراسة وتحليلاً علمياً دقيقاً.. ونظرة صادقة.. وتقييماً لمواطِن الضعف في عناصر الفريق.. حتى يحافظ على مركزه في دوري جميل.. ويستغل أي تعثر للمتصدر... وينسى هذا اللقاء ويعمل للقادم من مسابقات محلية وآسيوية.
وفي الختام، يبقى التفاؤل بالعنصر الوطني شعاراً جميلاً، ولا سيما في عالم التدريب والإدارة الفنية.. والتي تحتاج إلى المزيد من عالم التطوير والبحث عن الأفضل.