قبل عـــدة سنوات تفاجأنا وجميع جيراننا بوجود سيارات الهيئة والشرطة تطوق إحدى الفلل في الحي الذي نسكنه، وقام رجال الهيئة بمداهمتها ثم ما لبث أن خرج منها عدد كبير من الوافدين ومن ثم فاحت رائحة كريهة، وبعدها تم سكب كميات هائلة من الخمور في الشارع زكمت الأنوف وسببت حساسية في صدور الأطفال!
لم تكن تلك الفيلا غير مصنع للخمور داخل حي سكني! وتضم عدداً من العمالة، ولم أدرك بعد كيف غاب عن المجاورين لهم والملاصقين بهم وضع البيت المشبوه؟ وكيف يتم دخول تلك العمالة الفاسدة وخروجها؟ وقد تبيّن فيما بعد استخدامهم باب الكراج الكهربائي واستعمالهم سيارة مظللة بالكامل!
ولا أخفيكم أنّ غياب الروابط الحميمية والعلاقات الوطيدة بين الجيران، تسبب فجوات واسعة يمكن الدخول بينها بالفساد والغش والخراب وحتى الإرهاب!
أقول ذلك بعدما قرأت عن تبليغ أهالي تمير بوجود أوكار من الفئة الباغية في بلدتهم، والتي تخطط لزعزعة أمن البلد وجذب الشباب لتجنيدهم في مواقع القتال خارج المملكة، وتقدم الأهالي بشكواهم لوزارة الداخلية ضد من يغرر بأبنائهم ويرسلهم للقتال في سوريا والعراق، وقد تجاوبت الوزارة لمطالبهم على الفور وقامت بتحرك أمني وقبضت على عدد من المشتبه بهم.
وموقف أهالي تمير يستحق الإشادة والثناء، كونه جاء استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بمحاربة الإرهاب وقطع شأفته وكل مَنْ و ما له صلة به.
إنّ تحصين الجبهة الداخلية وتمتين مشاعر الولاء والانتماء للوطن هو السبيل للقضاء على أي فكر إرهابي ليحقق المواطن مقولة القيادة بـ (أنّ المواطن هو رجل الأمن وشريك ومتعاون في استقرار الوطن).
وما فعله أهالي تمير ينبغي أن تقوم به جميع المحافظات والمدن والمراكز، للمحافظة على أمن بلادنا والحفاظ على شبابنا من الإغواء وخروجهم لأراضي الفتن. والأمر لا يقتصر على المسؤولية الجماعية فحسب، بل إنها أيضاً مسؤولية فردية يجب على كل شخص القيام بها سواء كان موظفاً أو طالباً أو مسؤولاً كبيراً أو صغيراً.
وما يؤسف له قيام مجموعة من المعلمات مؤخراً بتهنئة إحدى زميلاتهن على ما يسمّى استشهاد وهو بالواقع مقتل ابنها المراهق في سوريا حيث انضم لداعش، وقد تشرّب الفكر المتشدد من المنزل، حيث يعتنق والداه نفس الفكر فحمل الابن ذات التوجهات.
وإن لم نتعاون جميعاً بالحفاظ على لُحمة وطننا فإننا حقاً لا نستحق العيش فيه.