في الوقت الذي كتب أحدهم بخط رديء عبارة (الخلافة الإسلامية باقية وممتدة) على جدار مبنى المباحث العامة في شرورة؛ قبضت المباحث الكويتية على ناشط جهادي في منفذٍ بحريٍ بعد ورود اسمه ضمن القائمة السوداء التي أعلنها مجلس الأمن الدولي للأشخاص المتعاونين مع جبهة النصرة وداعش بتهمة «تمويل جماعات (إرهابية) في سوريا والعراق» ومعلوم أن الحكومة الكويتية أسقطت الجنسية عن شخصٍ كانت قد منحتها إياه بعد تحريض له على الحكومة!
والقبض على الناشط الجهادي جاء بعد تصريح له في اعتصامٍ أمام السفارة اللبنانية بأنه قد جهز اثني عشر مجاهدا من جزيرة العرب بالسلاح! وصار بعدها يعلن طلب شراء أسلحة برغم منع تداولها أو بيعها في بلده!
ولست أعلم سببا للتأخر باستجوابه وأمثاله والتحقيق مع مثيري الفتن لاسيما أن الجيش الحر قد نفى وصول أية مساعدات مادية من ذلك الناشط!! وهو ما يثير التساؤل عن مصير الأموال التي جمعها وإمكانية وصولها إلى جماعات غير معروفة أو مشبوهة أو تابعة لداعش أو القاعدة، حيث صار كل جامع للمال بحجة دعم الجيش الحر وهو يريد بها دعم الجماعة التي ينتسب لها! وأحسنت حكومتنا بمنع أية تبرعات إلا من خلال القنوات الرسمية فقط.
والحق أن المصيبة المتربصة بنا هي الدعم المادي والمعنوي والتعاطف والمساندة لذلك التنظيم الإجرامي، وهو ما جعل ذلك المعتوه يكتب على جدار مبنى المباحث تلك العبارات اليائسة، التي تظهر التعاطف والمساندة له برغم أن ذلك التنظيم لديه انحراف في فهم الإسلام ومعنى الجهاد الحقيقي في سبيل الله! وبحمد الله فقد اتفق كبار علماء المسلمين على تخطئتهم وبيان انحرافهم وعظيم ضررهم على الإسلام والمسلمين لجرأتهم على التكفير والدماء والأعراض، فضلا عن جهلهم بالشريعة وقلة فهمهم للنصوص الدينية.
واتفاق العلماء وظهورهم وإعلانهم بأجهزة الإعلام المختلفة ونشاطهم وعدم صمتهم، وتحذيرهم من الحركات المشبوهة التي تستحل الدماء، وتنبيههم الناس وتوعيتهم للعامة يتزامن مع تحرك مجلس الأمن ومتابعته لموقدي الحروب و مموليها، وهو ما أدى لشروع الحكومات بالقبض على المشبوهين ومن ثبت تورطهم بإشعال الفتن المذهبية وإضرام الحروب الطائفية؛ كل ذلك كفيل بضرب الإرهاب والقضاء عليه ووقف استشرائه، بعد انقسام الناس وتشظيهم حوله والتراشق بالآراء بين مؤيد أو متعاطف أو تابع لفكر ضال تحت مسميات براقة، وبعد انضمام الشباب المفتون بإغراءات التنظيم السياسية أو شعاراته الإرهابية.
وغدا سيحل السلام بعد وأد الفتن وضرب الإرهاب، وستعود بحول الله المواطنة للنفوس بعيدا عن تمزيق المذهبية البغيضة والطائفية الكريهة.