لم يكن يخطر ببال من كان يتابع بعض فعاليات المسابقات أن بعض الأسماء التي استطاعت استقطاب تلك الجماهير الغفيرة والمتابعة المذهلة أن تتبخر كل تلك العلامات على الجودة والقدرة على البقاء ويتحول أولئك النجوم إلى نسيٍّ منسيّ في فترة وجيزة بمجرد انحسار الضوء عنهم.
والعجيب أن القارئ المنصف والجيد للمواهب لو قال في ذلك الوقت إن مصير هؤلاء إلى النسيان والانطفاء لا تهمه من لا يدرك قصده بالغيرة والحسد ولربما الجهل وقد نجد للائمة بعض العذر فظاهر المشهد حينها يوهم بالجودة والتمكن بالإضافة إلى تفاعل الجماهير مع تلك (الظواهر الصوتية) التي لم يكن لها من البروز إلا البهرجة والجلبة و(الجعجعة) بلا طحين.
ولأن التعميم ظلم في الحكم فقد كان هناك عدد قليل ممن لديهم موهبة أصيلة استطاعوا بها فقط المحافظة على المتابعة والبقاء في ذهن وعقل المتابعين، فالجماهير قد تُبهر للوهلة الأولى بمن لديه شيء مختلف ولو بالادعاء ولكنها لا تلبث حين تكتشف أن هذا الاختلاف مجرد طعم استخدمه الشاعر للفت الانتباه أن تبتعد عنه وكأنه لم يكن.
وقفة لعبدالله البردوني:
وهّبت للشعر إحساسي وعاطفتي
وذكرياتي وترنيمي وأنّاتي
فهو ابتسامي ودمعي وهو تسليتي
وفرحتي وهو آلامي ولذّاتي