هل الصمت حكمة؟ للعلماء لا.. للسفهاء.. نعم
كلمة خادم الحرمين الشريفين للعلماء حركت ما كان راكداً, وجعلت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تعلن أن ثمة حراكاً لم يكن معهوداً من قبل, هذا الحراك الذي ينتظره المجتمع كان بتوجيه وتكليف من سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، كما صرح بذلك الأمين العام للهيئة الشيخ الدكتور فهد الماجد لهذه الصحيفة قبل أيام, فقد طلب
سماحته من الأمانة العامة للهيئة أن تنظم ما يمكن أن نطلق عليه حراكاً إيجابياً يهدف إلى بث الوعي ونشر العلم الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بين طبقات المجتمع كافة, وفي كل أنحاء المملكة, هذا الحراك يجعل العلماء يأتون إلى الناس في مناطقهم,ينشرون العلم الصحيح والوعي السليم, عبر برامج مختلفة ومناشط متنوعة, فكرية وشرعية تناقش قضايا الأمة بما يتطلبه الواقع المعاصر, وتبين المنهج الشرعي في الكثير من القضايا التي لُبس على الناس فيها، خاصة فئة الشباب, فجرّهم ذلك إلى قضايا كبرى من تكفير وردة وخلع بيعة ودماء معصومة.
التهمة الخطيرة التي يرددها بعض الحاقدين على علماء هذا الوطن أن ما يحصل من شطط وضلال لبعض شبابنا سببه العلماء الذين لم يبينوا الحق من الباطل, بل قال بعض هؤلاء الجهال إن العلماء هم من قذف بهؤلاء الشباب إلى أتون الجريمة والتكفير والانحراف!!!
مثل هؤلاء هم من يقال في حقهم (الصمت حكمة).
أما العلماء فالكلام واجب عليهم شرعاً بنص القرآن الكريم, وتقاعسهم أو تهاونهم يفتح الباب لمدّعي العلم, ولعلماء الضلال فتكون الكارثة ويحل الخطب بالأمة.
خطوة هيئة كبار العلماء ممثلة في الأمانة العامة، أعتقد بأنها ستكون -بإذن الله- ذات أثر كبير ومؤثر في المجتمع, كونها وكما فهمت ستطرح كل القضايا الشائكة وتناقشها بشكل يزيل الغشاوة ويبين طريق الهداية من طريق الغواية.
إن الأوضاع التي تمر بها الأمة الإسلامية تُعد من أخطر وأصعب الأوضاع التي مرّت بها على مرّ التاريخ, مما يستوجب على العلماء تحمل المسؤولية والخروج من الكسل والصمت, الذي صرح بها الملك عبدالله بكل صراحة ووضوح, فالخطب جلل والمسؤولية عظيمة، فلا تهاون ولا صمت بعد اليوم, فهذا ولي الأمر يحملكم المسؤولية ويأذن لكم بالدفاع وبيان الحق والصدع به؛ حماية للأمة من البدع والضلالات وأفكار الزيغ ومناهج الخوارج والبغاة.
إن المجتمع السعودي بل المجتمعات الإسلامية قاطبة، تسمع لعلماء هذه البلاد وتنقاد, ولذا فمسؤوليتهم مضاعفة أمام الله سبحانه وتعالى، وأي تقصير يحدث منهم يؤثر بشكل جلي على أجيال الأمة, ويُحدث بلبلةً وخللاً.
نسأل الله أن يوفق الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في تحقيق الأمن الفكري للمجتمع والمساهمة في حفظ شبابنا من الانزلاق في مزالق التكفير التي أودت بالكثير من شباب المسلمين وأوردتهم موارد الهلاك وسوء المصير.
والله المستعان.