خلال يوم واحــد خاطب خادم الحرمين الشريفين العالم والمجتمع الدولي ، وخاطــــب العلماء والشعب الســـعودي من خلال كلمتين منفصلتين ، فكان حديث الإعلام العالمي ، وحديث المجتمع السعودي.
العدو الصهيوني وكما في أكثر من حديث لبعض ساسته لا يخشى إلا التأثير السعودي ، فهو يحسب لما يصدر عن المملكة ألف حساب، وما ذلك إلا لثقل المملكة العربية السعودية العالمي والإسلامي والعربي، فكل ما يصدر عن قائد هذه البلاد ينظر له الآخرون نظرة مختلفة ويؤخذ على مأخذ الجد لا التسويق الإعلامي ، ولذا فمنذ تأسيس المملكة وكل العالم يتعامل مع تصريحات وبيانات قيادتها معاملة خاصة، ولعل الراصد يلاحظ أن أي كلمة او بيان سعودي يحدث أثراً فورياً ، ويتعامل معه ساسة العالم كورقة جادة يجب أن تقرأ بعناية ويتفاهم مع جميع الأطراف على أساسها ، في العدوان الصهيوني الغاشم والهمجي وغير الإنساني على قطاع غزة شخصه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أنه إرهاب دولة ، وحذر الداعمين له بأن آثاره ستكون مؤسفة ، فقد ربط الملك بين ارهاب الجماعات المسلحة وما يقوم به العدو الصهيوني ، وأن هذا ما هو إلا نتيجة لذاك.
أسف الملك عبدالله على أن مشروع المركز العالمي لمكافحة الإرهاب الذي اقترحه مر عليه حتى الآن عشر سنوات ولم يفعل ، مما يعطي مؤشراً خطيراً على عدم جدية العالم في مكافحة الارهاب ، في مقابل نجاح المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - في محاصرة هذه الآفئة من خلال جهودها الأمنية والفكرية والعلمية المنظمة.
وليس بعيداً عن كلمته المكتوبة يتحدث رعاه الله في جمع من العلماء والأمراء بروحه الأبوية الحانية المرحة الجادة عن تقصير العلماء في القيام بدورهم التوعوي واصفاً أياهم بالكسل وإثار الصمت على العمل وقول ما يجب أن يقال نصحاً وبياناً للحق وإبراءً للذمة ، وقد أحدثت هذه الصراحة من الملك للعلماء أثرها فقرأنا تأييد الكثير من العلماء للملك وعزمهم على القيام بدورهم المناط بهم من الله قبل أي شيء، وهذا يُعد نقلة مهمة في التناغم بين القيادة والعلماء ، فلا نجاح لفريق دون تعاون الفريق الآخر.
إن المملكة العربية السعودية وكما أسلفت ينظر إليها العالم بأسره نظرة مختلفة وما ذلك إلا لثقلها السياسي والاقتصادي والديني، ولذا فإنني أقول إن مسؤوليتنا كبيرة ومضاعفة أمام الله اولاً وأمام شعوب العالم وبخاصة الاسلامية منها.
والله المستعان.