شاءت إرادة الله أن يجعل بني آدم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتآلفوا ويتعاونوا في بناء الحضارة وتشييد التنمية طوال بقائهم على هذه الأرض التي استخلفهم الله عليها وأمرهم بعمارتها.
- وللقبيلة عربية كانت أو أفريقية أو آسيوية تقاليدها وأعرافها التي هي بمثابة المقدس عند كبارها.
- وفي ذات الوقت لكل قبيلة من القبائل سلمها وسماتها الذي تتميز به عن غيرها.
- والقبائل العربية عبر تاريخها الطويل تفخر وتفاخر إذا برز فيها فارس شجاع أو ولد لها شاعر فحل فهذا بمثابة الصوت الإعلامي الذي يُسمع ويُسمِع يمدح ويهجو، والآخر هو من سيدافع عنها ويقود الجحافل حين تدور المعارك رحاها، وربما كان هذا الشاب أو تلك الفتاة سبباً في تخليد اسم القبيلة وبقائها على كل لسان زمناً طويلا، وفعل واحد قد يمدح به جمع من البشر ويكرمون بسببه جيلاً بعد جيل ويتوارثون المجد جراء هذا الصنيع الذي خلده الأتباع والمحبين شعراً.
- وكما كان وما زال عند البعض الانتماء للقبيلة محل فخر واعتزاز فإن وجود اسمك في جامعة ما هو محل فخرك واعتزازك، مع أن الأول أمر قدري لا يد لك فيه والآخر اختياري.
- الجامعات هي ميلادك الحقيقي ونسبك العلمي ومحضنك التربوي وبها تفخر وتفاخر عالمياً ومحلياً.
- سيأتي اليوم الذي تسمع فيه من يقول باعتزاز درست الجامعة في هارفارد، أخذت الدكتوراه من أوكسفورد ،تلقيت تدريبي في جامعة كامبريدج، حضرت مؤتمراً في جامعة طوكيو، درست اللغة في معهد تُشرف عليه جامعة ستانفورد الأمريكية، ونشرت بحثاً مميزاً في المجلة.... الدولية المتخصصة ذات الصيت والشهرة والتميز، وأشرف علي في مرحلة الدكتوراه البروفيسور... المعروف في تخصصي الدقيق عالمياً.. فهل ستفتخر أنت بمحضن دراستك، وتقول وكلك ثقة إنني خريج هذه الجامعة.. تقدم سيرتك الذاتية وأنت تسابق من يقرأها بأنني تخرجت في جامعة...، وتعلق شهادة التخرج في غرفة جلوسك لتقول لأولادك وأحفادك وضيوفك... لقد كنت يوماً ما طالباً في هذه الجامعة.
- الجامعات هي أيضاً لها أعرافها وتقاليدها المشتركة عالميا، ولكل جامعة خصوصيتها وسماتها التي رأت من المصلحة إقرارها فتعرف عليه والتزم بها وإلاّ ستتعرض كما يتعرض من يخالف القبيلة أعرافها ومنهج حياة أتباعها الملتزم به أدبياً وعرفاً من قبل الجميع بلا استثناء.
- الجامعات كل الجامعات تراهن على طلابها، وإذا ولد فيها باحث مميز، وعُرف داخل معاملها عالم مبتكر، ونشأ في كنفها فتاة موهوبة، وكان لها حضورها الحقيقي في المحافل الدولية فسوف ترتفع أسهمها ويعلو كعبها وتتقدم في سلم التصنيف الدولي وستخشاها وتخاف من منازلتها الجامعات الأخرى.
- نحن في جامعاتنا السعودية وتعليمنا العالي كغيرنا نراهن بكم، ونتطلع لمنجزاتكم، وننتظر اليوم الذي يدون اسم أحدكم في خارطة الفعل العالمي، وهذا ليس بالأمر الصعب، ولا هو مستحيل ولكن يحتاج إلى بذل الأسباب وعدم الركون للدعة والراحة والكسل، يحتاج إلى استغلال الفرص، والتواصل العالمي ،والانفتاح على الآخر، والتوظيف الأمثل للقدرات والملكات، والنهل من معين العلم والمعرفة بكل الوسائل والأساليب ،والاستفادة من جميع أعضاء هيئة التدريس كل في تخصصه، ومسابقة الزمن ،والحرص على الوقت فهو أثمن ما نملك.
- شخصياً أنا متفائل وعندي ثقة بأن هذا العام الجامعي الجديد سيكون لجامعتنا السعودية ولشباب الوطن وفتياته موعد أكيد في سجل الإنجاز العالمي، وسنفخر ونفاخر بكم طلابنا وطالباتنا في القريب العاجل بإذن الله..
- أنتم لا نحن من سيضع جامعاتنا السعودية في دائرة الضوء الدولي..
- الاهتمام بالطالب في قاموس جامعاتنا السعودية يجب ألا يكون مجرد شعار ولا هو للاستهلاك الإعلامي بل برنامج عمل وخارطة طريق والتزام حقيقي له تبعاته ومتطلباته التي يجب أن يستشعرها ويحمل هم القيام بها جميع منسوبي الجامعة بلا استثناء، بدءا من معالي مديرها وانتهاء بأصغر موظف فيها بكل سعادة واعتزاز.. ويبقى الأمل بالله ثم بشباب وفتيات الوطن كبير، دمتم بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.