وجدت في مشروع «إثراء المعرفة» تطبيقاً عملياً لاستخدام الصناعة الحديثة في أجمل، وأطوع تقانتها،..
فالأفكار وحدها هي التي كانت تحتاج لمن يوظفها لاستلهام التاريخ بتراثه، والمصادر بقدرتها، والمستجدات بما فيها من مرونة، ومناسبة للعصر..
فإيجاد الفكرة المبتكرة قد تحتاج لإبداع موضوع مبتكر،.. لكن أن تُوظَّف الأفكار في تسخير ما هو موجود، وبعيد، ليكون ملموساً وقريباً بين أيدي الناس بفئاتهم العمرية عامة، وتحديداً تكون مادة هذه الأفكار معنية بالجيل الناشئ فإنه عمل مبدع، وشيق، ومفيد، وأصيل..
وجدت ذلك فيما احتوى مشروع «إثراء المعرفة» من إثراء حقيقي مثل تكثيف الخبرة المرئية، والمسموعة بشكل مكبر عمّا جاء في القرآن الكريم من آيات وردت فيها أسماء الله الحسنى، وصفاته العظيمة بإيضاح معانيها، وتقريب أبعاد دلالاتها، والكشف عن قصص الأمم بمآثرها ما يثري العقول بخبرات أوسع، وأرسخ عن عظمة الخالق، وجلاله، ورحمته، وقدرته، ووحدانيته، وتفرده تعالى،..
ثم في جانب آخر، الكشف بل الإيضاح عن منجزات العلماء بالتعريف بهم، وبها بأسلوب علمي، ووسيلة حديثة، بها يتعرَّف الزائر للمكان على كيفية استخدام التقانة الحديثة بمفاتيحها، والإفهام الملموس بمخاطرها، والتجريب العملي لابتكارات عن وسائلها كالذي فعله المشروع الثقافي المبتكر «إثراء المعرفة» في دورته السنوية، وبكل الجهود، والتنظيم، والأريحية، والأمن، وتجنيد العناصر الفاعلة في تقديمه، والإشراف عليه، وترغيب الصغار في ولوج عوالمه إلى ما يثري ما لديهم، أو يضيف فيعزز خبراتهم المعرفية، ويوسع من نطاق طموحاتهم الابتكارية..
إن الملموس، والمرئي على أرض المعرض يستحق الثناء، والشكر لكل من فكر، واستلهم، واستحضر، وكشف، ونفذ، وأشرف، وتفاعل..
إنه مشروع كبير من نفوس كبيرة...، من عقول واعية بحاجة النشء، وبمتاحات المنجز التقني، وبثراء المصادرالدينية، والمعرفية، والعلمية، والتاريخية،.. وبالإمكانات المادية التي إن وُظفت في مثل هذا المشروع فهي مكاسب وليست هدراً..!!
فالتحية الكبيرة بلا مدى لكل من وضع فيه بصمة فكره..، ووظف عينه..، وحسه، وتفاعله، وجهده، وطاقته، بل سمعه، ويده، وقدمه.. فالنشء بحاجة للمزيد من مشاريع كبيرة مثل «إثراء المعرفة»، يواكبون عنها مستجدات العصر من الصغار، تمد بها خبراتهم، ويستزيدون عنها من خيرات المنجز العصري.. لتنبعث جلية في كل من يكون منهم له فتائل طموح.. أو دوافع موهبة بشائرها..!
إن هذا المشروع يتسع نطاقه عن إثراء الجانب المعرفي إلى كثير من جوانب التفكير، والحماسة، والتطلع، والموهبة، والطموح، والدافع، بل الثقة في النفس، ومقدراتها.