طفلا الشايق وشروق وهما يحملان السلاح صورة لبناء متناقض، وناقض لأسوار الأمان النفسي، بما ينطق عن حصاد علاقات لم تكن مؤسسة على خيرية النفس، ولا وعي القلب، ولا حكمة العقل..
فعلاقة الإنسان تؤسس بالارتباط الأولي بالمحضن، وبالمنزل، ومن ثم بالذي يليهما، بعد الذي من نسيجهما..
حين يكون المحضن الأم والأب فهو يعني بشكل آخر العلاقة الزوجية، وهو يعني عند سلامتها العلاقة الأسرية، فالأسرة فرع في مجتمع، وبذا فعلاقتها بالأرض الوطن قيمَه، عقيدته، قانونه، وروابطه جميعها، ووشائجه المختلفة..
فإن انتقض هذا البناء انتفت خيرية النفس، وأظلمت أركان القلب، وتاهت ضوابط العقل.. وانشرخ النسيج وتهتَّك..
فكيف إن جاءت صورة طفلين لم يبلغا الرشد وقد تهيآ للفتن..؟
في صوت صارخ للخروج عن معقل العقل، ومكمن السِّلم..؟
أيمكن أن ينتقم رجلٌ لا يكتفي بما يفعل من طليقته بزج طفلين بريئين في فوهة بركان..؟
وأي بركان هذا، وقد اختلط في الراهن حابل العقل بنابل الجنون..؟
وتفتَّق الشرُّ فأسقط في هاوياته الكثير من الميول، والعقول..؟!
وبات الترهيب سواداً طامساً على الترغيب في السلام في كثير من مجتمعات أمة جُلَّ ما يُنتظر منها أن تكون على هدى الخيرية في السلوك بأشكاله، وأنواعه، وجميع مصادره..
ويكون فيها الخيرُ غلَّابٌ، والسلام جلَّابٌ..
غير أن ركن السلام قد اهتز في كثير من مجتمعاتها، فاضطرب أمن البشر، ونال راحة الضمير ضبابٌ كثيفٌ امتدت آثاره، وظهرت ثماره..!
إن طفلي الشايق وشروق يحملان السلاح، خارج أمن محضنهما، هما في عين السطو على كل القيم نظاماً، واتباعاً، وعلائق، واحتراماً..
هما ضحية بناء هش، وتكوين مفرغ.. وضباب غواية..
عسى الله أن يمكِّن من ردِّهما..
ويلهم أمَّهما الدعاء في انتظارها..
ويعيدهما لأمان المحضن..
وطمأنينة الرابطة..
ولحمة النسيج..