مهما اختلفت مذاهب الناس العقدية والفكرية والطائفية، ومهما تفاوتت أحجام فئاتهم عدداً وقناعات، لا أحسب أحداً منهم لا يعترف بعدالة الإسلام وسلامه، غير أن الذي يحدث هو خلط الأغراض السياسية لتبرير تخريجاتهم وتصنيفاتهم لمن يفعل فساداً في الأرض، ولمن يطالب بحقه في آن..
كل البشر تحلم بأمان يسودها في أوطانها عامة وفي بيوتها الصغيرة، وطالما الأوطان على ظهر موقد تصطلي فالبيوت على حرارة نارها تحترق..
ما كان الإسلام دين قتل لأرواح آمنين، ولا إفزاع نائمين أو غافلين أو صغار رضع ولا شيوخ وهن العظم منهم، ولا أيضاً شباباً هم عدة أوطانهم وطموح مستقبلها،
الإسلام يستهجن الأحقاد، ويلفظ الفسدة، وينفي الظلم، ولا يدعو إلا للسلام والسلم،ولكلٍ بعد العلمِ وزره، أو بصيرته على نفسه..
بما في ذلك من يملك القوة، أو من هو أعزل منها، هناك قوانين احترام العيش بسلام لكل نفس تشهق، وتزفر الحياة صدورها كلَّ لحظة فوق الأرض..
أما أغراض التوسع، وضرب الحائط بأنظمة الحقوق، والواجبات للواحد، وللجماعات، وللمجتمعات، وللأوطان، ويذهب ضحيتها الناس العزل، والمقهورون من قلة الحيلة، ويتجبر الطغاة لأجلها بسلاحهم، ونواياهم فإنه المؤشر إلى انحدار مستوى الأخلاق البشرية، وضياع قيم الحياة الصالحة، بل فقد الأخلاق تماماً..
لذا مع كل قتيل جرَّاء هذا التجبُّر على الأرض، وكل منقوضٍ من بنى العمار فوق ثراها، إنما هو رسالة لفشل رعاة البشرية، وتهاوي قوام القانون الدولي فوق الأرض..
الإسلام يدعو للسلام، ولإقامة مواثيق تُحترم، ومعاهدات لا تتضعضع لأي غرض، وعقوبات وجزاءات لمن يستحق لا تُميز بين، وبين...!!
كذلك فإن جميع الديانات السماوية في أصولها تفعل ذلك..
وطالما هذا لا يحدث على الأرض، وليس ثمة أذن صاغية للحق..، ولا عزائم فاعلة لدعوات السلام، ومكافحة الظلم على الأرض، فإن على الإنسان ألا يسعد كثيراً بأي مفرحات شخصية..، لأنه يمر بأتعس مراحل، وحقب البشرية على الأرض.
إن بين عيون سكان الأرض شواهد: غزة، والقدس، وسوريا، والعراق، وليبيا، وأفريقيا، وبورما، واليمن، وبعض المتناحرين في الشرق، والمختلفين في الغرب..، وجميع مستعمرات الأرض فكراً، وقناعات، وسياسة، وتجارة، ومالاً، وغوايات، وكل الشواهد الأخرى التي لن تنكرها الشمس، ولن يخبئها المساء..!!
هي أفعال البشر، في كل ما نرى من حروب، وأمراض، وتيه، وقهر، وشتات يعم البشرية يتمخض عن ذهول..، بل عن خجل يعتري، وقرف يزدري..،..!!
لعل بعد العسر يسراً يا الله، تفرج فيه لكل المقهورين نوافذ فرح.. ولوشهقة هواء...
اللهم ألطف بالمسلمين حيث يدبون..
وانصرهم حيث يكونون، وأجمع قلوبهم على طاعتك، ورضاك.