أرجو ألا نكون المجتمع الوحيد في العالم الذي يضع العراقيل في طريق (المُتقاعد) بعد سنوات الخدمة التي قضاها في الخدمة، بكثرة الأنظمة والشروط التي تفرضها الجهات المختلفة لدعمه وإعانته، وتثقل كاهله من أجل حصوله على شيء من حقوقه بعد هذه السنين؟!.
كل العالم يقول للمُتقاعد (شكراً) ما قصرت، يُراعيه ويستفيد من خبرته، يكرّمه ويتذكره ويذكره في كل المناسبات، بينما أخشى أننا نخالف قيمنا وتعاليمنا الدينية بمحاولة البعض تناسي هذه الفئة العزيزة، وجهودها، خصوصاً بعد حفل التكريم السنوي، وشهادة أو درع الشكر أن حصل أيضاً، باعتبار هؤلاء (عبئا) بعد أن كانوا أساساً بالأمس؟!.
المتقاعدون - وبكل شفافية - ينقسمون إلى قسمين في الغالب، القسم الأول يُفكر وهو على رأس العمل فيما بعد الوظيفة من (علاقات، و مصالح، و تجارة... الخ) ولو كان على حساب مصلحة العمل، بينما القسم الثاني فكان - في الغالب - جاداً مُخلصاً متفانياً حازماً مُطبقاً لكل التعليمات، لا يتساهل من أجل أن يبني علاقات خاصة وشخصية، يقوم بأداء عمله على أكمل وجه!.
وبعد التقاعد نجد أن القسم الأول لم تتغير حياته كثيراً، فلازالت علاقاته وتجارته ومصالحه مستمرة سواءً كان (ابن عائلة تجارية) أم لا، بينما القسم الثاني (وهو من يهمنا هنا) نجده قد دخل في (نفق مظلم) بسبب إخلاصه وجديته في أداء عمله ؟! فلا علاقات من تحت الطاولة، ولا شرهات أو هبات، ولا سيارات فارهة، ولا شراكات، ولا مصالح هنا أو هناك، فقط (راتب التقاعد) المتدني والثابت، بينما صعوبات الحياة تتضاعف، ونحن نجيد وضع الشروط والعراقيل في وجه هؤلاء البسطاء من المتقاعدين؟!.
بالأمس أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية أنها تشترط بلوغ المُتقاعد سن (60 سنة) ليصرف له إعانة من (الضمان الاجتماعي)، وأن المُتقاعد لا يحق له الحصول على إعانة قبل بلوغ هذا السن؟!.
أن المتقاعدين الشرفاء هم الذين خرجوا من الوظيفة (برواتبهم المحدودة) فقط مع غلاء المعيشة، وبالتالي يجب أن نقف في صف هؤلاء وندعمهم ليتجاوزوا صعوبات الحياة اليومية، بدل أن نشترط عليهم؟!.
أرجو أن نتذكر ونحن نتعامل مع هذه (الفئة الغالية) أنهم يستحقون منا الاحترام والإعجاب والتقدير، لكونهم ساهموا في بناء الوطن بكل إخلاص، حتى خرجوا من الوظيفة (نظيفين) وبالتالي احتاجوا لدعمنا وإعانتنا!.
وعلى دروب الخير نلتقي.