تدخلات (أهل الشاب) بمعايير قد لا تتوافق مع (رغباته)، هو انتهاك ومصادرة (لحريته) في اختيار شريكة حياته، فالسعودي غالباً يتزوج بعين (أمه، أو جدته، أو أخته) وفق عادات المجتمع لدينا، والنتيجة ارتفاع نسب (الطلاق)!
الأمر أمام (الفتاة السعودية) أكثر صعوبة، حيث يبدو أن ثقافة اختيارها لمن ترتبط به (كزوج) مرفوضة عند شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وقد تدخلها في دائرة الشبهات أو(قلة الحياء) كونها تختار لها (عريساً) يستر عليها وتعيش معه بقية حياته، رغم أن الإسلام أجاز ذلك وفق ضوابطه، خصوصاً متى ما رأت المرأة من الرجل ما يسرها لتطلب من (وليها) تزويجها إياه، وهذا -احتمال وارد جداً- مع توسع بيئة العمل للمرأة اليوم، وقدرتها على معرفة وتمييز (شريحة كبيرة) من زملائها أو المتعاملين معها، بشرط أن يتم الأمر بعيداً عن التساهل أو التفريط، ووفق الضوابط السمحة التي صادرتها بعض العقول!
وقبل أن -يدرعم المدرعمون- لزم التنويه أنني لست ثائراً على تقاليد المجتمع، أو منادياً للقفز عليها من قبل الجنسين لإقامة -علاقات تعارف- بينهم قبل الزواج، ولكن مسألة تبسيط الزواج والتعامل معه (كعبادة) ليس (كعادة)، سيُلغي كثيراً من التعقيدات التي وضعناها بسبب تقاليد زائفة، ما زالت تجبر الكثير منا على كتابة لقب (الشيخ) في بطاقة الدعوة، حتى لو كان معظم المعازيم يعلمون أن (الشيخ فلان)، ليس سوى (شخص بسيط)، سيارته (موديل 1978م)، ولكنه أصبح (شيخاً) للمرة الأولى في حياته، بسبب هذه المظاهر الخادعة!
طالما أننا نتعامل مع الزواج من مبدأ (الشِيخة الزائفة)، فنحن بحاجة لمراجعة بقية معاييرنا، لنبذ التفرقة الطبقية بحسب المستوى الاجتماعي والمادي والعائلي، مع إعادة حق الشاب والفتاة في اختيار (شريك حياتهما) بالحلال والقبول به، مع عدم إلغاء حق استشارة من هو أخبر وأعلم، حتى لا يكون الباب (مُشرعاً) لبدائل شيطانية نتيجة سهولة الاتصال والتواصل اليوم!
فهل تُجبر (متغيرات العصر) مجتمعنا للعودة (للقبول) بثقافة الاختيار من الطرفين؟
وعلى دروب الخير نلتقي.