سمع تبادل كثيف لإطلاق الرصاص في أحد جبال محافظة جندوبة مساء أول أمس وأن مواجهات عنيفة دارت بين وحدات الجيش والشرطة هناك وبين مجموعة مسلحة اتخذت من أحد مغاور الجبل مخبأً لها منذ أشهر بحسب ما أفاد شهود عيان.
وكانت نفس المنطقة مسرحاً لمواجهات أشد عنفا بين الطرفين بداية شهر يونيو الماضي مما دفع بالقوات النظامية المشتركة إلى شن حملة تمشيط واسعة أدت الى وصول بعض أعوانها الى المخبا الرئيس للعناصر المسلحة التي بادرت بإطلاق النار حال اقتراب وحدة مكافحة الإرهاب. ولئن لم تؤكد وزارة الدفاع ولا وزارة الداخلية هذا الخبر فإنها لم تنفه أمام دقة شهادة الشهود الكثيرين الذين أصروا على حصول المواجهات المتكررة منذ أكثر من شهر، إلا أن خبراء الأمن الشامل يعتقدون أن السلط التونسية تسعى الى فرض تعتيمك إعلامي كامل على عملياتها الهجومية ضد أوكار الإرهابيين حرصاً منها على إنجاح مخططاتها الهادفة الى إفشال مخططات الإرهابيين من جهة، ولتفادي بث الرعب في صفوف السكان والسياح الأجانب على حد سواء من جهة أخرى.
وكانت مصادر مطلعة أكدت أن السيناريو المرعب لإقامة دولة متشددة الذي يمر حتماً عبر تفجير منشآت سيادية ومؤسسات حكومية واغتيالات بالجملة، يقوده تنظيم أنصار الشريعة المحظور والمصنف إرهابياً برئاسة التونسي أبو عياض المطلوب للعدالة بالتعاون مع قيادات مسلحة تأكد تواصل وجودها وتحصنها بمخابئ بجبل الشعانبي من محافظة القصرين.
ولم يمنع انهماك الأحزاب في الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية القادمة من متابعة قياداتها لأخبار العمليات الإرهابية والملاحقة اليومية لجحافل المسلحين في المدن والجبال، حيث دعا كافة السياسيين عموم التونسيين الى عدم العزوف عن المشاركة في الاقتراع العام لضمان حسن استكمال المرحلة الانتقالية وانتخاب رئيس جديد للبلاد ومجلس نواب وحكومة قادرة على قيادة تونس الى بر الأمان.