شنَّت القوات الأمريكية ضربات جديدة في شمال العراق بعدما وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمواصلة مساعدة المدنيين المهددين بتقدُّم المسلحين، بينما زار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أربيل وبغداد أمس الأحد للإشراف على تسليم مساعدة إنسانية لهؤلاء المدنيين. ولم يحدد أوباما جدولاً زمنياً لأول عملية أمريكية في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد قبل ثلاث سنوات.
وقد دعا القادة العراقيون إلى تشكيل حكومة شاملة من أجل التصدي لتوسع المسلحين الإرهابيين. وقالت القيادة الأمريكية الوسطى التي تغطي الشرق الأوسط في بيان إن القوات الأمريكية «شنت بنجاح أربع غارات للدفاع عن المدنيين الايزيديين الذين يتعرضون لهجمات عشوائية» بالقرب من سنجار. وكانت بريطانيا وفرنسا قد أعلنتا أنهما سترسلان في وقت قريب جداً مساعدات أيضاً. وفي هذا الإطار، توجَّه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الأحد إلى العراق لزيارة بغداد حيث سيلتقي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، ثم أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق حيث سيجري محادثات مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني. وقالت الخارجية الفرنسية إنه سيشرف من اربيل على تسليم مساعدة إنسانية فرنسية إلى المدنيين النازحين الذين فروا أمام تقدم المسلحين, موضحة أن الشحنات الفرنسية الأولى «ستلبي بسرعة الاحتياجات الأساسية للنازحين».
وكانت الرئاسة الفرنسية قد أعلنت في بيان أن باريس «ستسلم في الساعات القادمة أول دفعة من معدات الإسعافات الأولية» في العراق، موضحة أن الرئيس فرنسوا هولاند أبلغ بذلك رئيس كردستان العراق السبت في محادثة هاتفية جديدة.
وخلال هذه المحادثة أكد هولاند «رغبة فرنسا في الوقوف إلى جانب المدنيين الذين يعانون التجاوزات المستمرة للمسلحين» و»تصميمه على تعبئة المجتمع الدولي». وأعرب هولاند أيضاً لبارزاني عن اقتناعه بأن «حل الأزمة» التي يعيشها العراق «سياسي أيضاً» مطالباً «ببذل كل الجهود لكي تشكل في أقرب وقت حكومة وحدة وطنية حقيقية، تتعهد بالاستجابة لتطلعات الشعب العراقي كله». وأدى تقدم المسلحين الإرهابيين حتى مشارف إقليم كردستان العراق إلى فرار عشرات الآلاف من المدنيين من المسيحيين والايزيديين. وقالت النائبة عن الطائفة الايزيدية فيان دخيل لفرانس برس «إذا لم نستطع فعل شيء يمنح أملاً للناس على جبل سنجار فسينهارون خلال يوم أو يومين، ويحدث موت جماعي». ودعت «قوات البشمركة والأمم المتحدة والحكومة (المركزية) إلى القيام بشيء ما» لإنقاذ عشرات الآلاف من المحاصرين. وأشارت دخيل التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى «وفاة خمسين طفلاً يومياً في جبل سنجار». كما قال المسؤول الكردي الكبير فؤاد حسين السبت إن مقاتلي البشمركة الأكراد سيستفيدون من الضربات الأمريكية «لاستعادة المناطق التي غادروها والمساعدة في إعادة المدنيين اللاجئين إلى منازلهم».
وفي سياق آخر، أعلن ناطق باسم وزارة التنمية الدولية البريطانية لوكالة فرانس برس أن بريطانيا بدأت أمس الأحد إلقاء مساعدات إنسانية إلى المدنيين المهددين بتقدم المسلحين في شمال العراق. وقال المصدر نفسه إن أول طائرتين أرسلهما الجيش البريطاني غادرت المملكة المتحدة مساء السبت، وقامت بإلقاء مواد غذائية ومياه وخيام وأجهزة لتنقية المياه ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، ويمكن أن تستخدم أيضاً لشحن الهواتف النقالة إلى الأقلية الايزيدية العالقة في جبال سنجار، موضحاً أن طائرة ثانية تلتها في وقت لاحق. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن إلقاء المواد الغذائية بالمظلات تم ليل السبت الأحد.