الإنسان يؤثر ويتأثر في كل زمان ومكان، وهذا أمر بدهي، وقديماً كانت قصائد الآباء الموجهة للأبناء تحث على الصبر ومكارم الأخلاق وتقوى الله والتوكل عليه، والمبادرة إلى الخيرات ومجاهدة النفس والقناعة والعفاف والكرم والجود والإيثار وحسن الخلق والشجاعة.
وفي الآونة الأخيرة - إلا ما ندر - خلت كثير من القصائد في هذا الشأن من مضامينها المشار إليها، فهل هذا مرجعه إلى (تدني حقل تجارب) بعض الآباء من شعراء الجيل الجديد بالاحتكام إلى نصوص قصائدهم التي قد تفتقر لتوظيف المضامين المشار إليها تحديداً..؟!
إن تهيئة الابن في تعليمه وتقويم مساره وتوجيهه وإسداء النصح إليه لا تغني عن دور القصيدة الكبير في ظل هذه الشعبية الواسعة للشعر، وانتشاره الطردي مع آلية تتابع الأجيال وجرعة النصح أجدى من صدمة النشء بما لا يعي من مفاجآت قد تكون غير سارة في منعطفات الحياة، تماهياً مع قول الشاعر طرفة بن العبد:
سَتُبْدِي لَكَ الأيام مَا كُنْت جاهلا
وَيَأْتيك بالأخبار مَنْ لَمْ تُزَوّدِ
ويقول الشاعر الشريف بركات:
الهقوه إنّك ما تجي دون أهاليك
ولا ذكر عود الورد يثمر بـ (تنباك)
والحر مثلك يستحي يصحب (الدّيك)
وإن صاحبه عاعا معاعاة الأدياك
ويقول الشيخ سعدون العواجي:
لَعَلَّ ورعٍ ما مشى درب أهاليه
تشلق عليه جيوبها المحصناتي
ويقول الشاعر سعد بن هتيمل الدوسري:
أرجي ثلاثٍ فيك من دون منّه
الدين الأول الكرم والشجاعة
الرجل لا من الثلاث أفختنّه
لا ينبغي زوله ولا به طماعه