العشر الأواخر من رمضان

الحمد لله الذي جعل لنا في أيام شهر رمضان المبارك رحمة ومغفرة وعتقاً من النار. وهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد فيه الشياطين، وأبارك للجميع بالعشر الأواخر من رمضان التي تتخللها ليلة وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.

وَمَا إدراك مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

وأذكر نفسي والجميع بالدعاء وسؤال الله من فضله في هذه العشر المباركة، قال الله تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أستجِبْ لَكُمْ (60 سورة غافر) وقال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ) (186 سورة البقرة).

وعن أنس - رضي الله عنه -، قال «كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» متفق عليه.

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: اللهم إني أسألك الهُدى، والتُقى، والعفاف، والغنى» رواه مسلم.

وقديماً قال الشاعر عبيد بن الأبرص:

مَن يَسْألِ الناس يَحْرِمُوه

وسائِلُ الله لا يَخيْبُ

وقفة للشاعر بركات الشريف: رحمه الله -

إذا الخل أوراك الصدود فوّره

صدودٍ ولو كانت جزالٍ وهايبه

وكن عنه أغنى منه عنّك ولا تكن

جزوعٍ إلى حفّت بالأقفا ركايبه

خاطر بنفسك في لقا كل كايد

تحوش الغنايم والمقادير غالبه

فلا خطر يوم يدنِّي منيّه

ولا حَدٍ ينجي من الموت صاحبه

وترى ما يعيب الدّوح إلاَّ من أصله

ولا آفة الإنسان الاَّ قرايبه