دارت معارك تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة أمس الأحد بين الجيش اللبناني الذي قتل ثمانية من جنوده ومسلحين على أطراف بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، في اليوم الثاني من الاشتباكات التي اندلعت السبت بعد توقيف الجيش عنصراً جهادياً سورياً بارزاً. وتعد هذه الأحداث التي شملت أيضاً احتجاز عناصر من قوى الأمن الداخلي بعد اقتحام مسلحين لمركزهم في داخل عرسال وقتل مدنيين اثنين، الأخطر في هذه البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثلاثة أعوام، ما دفع الجيش إلى التحذير من رد «حاسم» لمنع «نقل المعركة» من سوريا إلى لبنان. وتتشارك جرود عرسال حدوداً طويلة ووعرة مع منطقة القلمون السورية، والتي تشهد معارك بين مسلحين غالبيتهم من الجهاديين متحصنين في المناطق الجبلية، والقوات النظامية السورية وعناصر من حزب الله اللبناني. وقال الجيش اللبناني في بيانات متتالية أمس إن وحداته «تابعت طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها. وقد سقط للجيش خلال هذه الاشتباكات 8 شهداء وعدد من الجرحى». وأشار إلى أن عرسال «تعرضت خلال الليل ولا تزال إلى قصف متقطع بمدافع الهاون مصدرها المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش، وتقوم وحدات الجيش بالرد (...) بالأسلحة المناسبة». وأفاد مصور لفرانس برس في بلدة اللبوة المجاورة لعرسال، أن مدفعية الجيش كانت تقوم بقصف تلة مرتفعة على رأسها ثمانية منازل يعتقد أن المسلحين يتحصنون فيها. ولم يتمكن المراسل من دخول عرسال نظراً لقطع الطريق المؤدية إليها من قبل الجيش. ورأى المصور تعزيزات عسكرية وآليات تنقل جنوداً تتوجه نحو عرسال، بينما نقلت مدرعات عسكرية جرحى للجيش من أمكنة الاشتباك، قبل أن تنقلهم سيارات إسعاف إلى مستشفيات المنطقة.