لم يجد الأطباء الفلسطينيون إلا ثلاجات حفظ الأطعمة خيارًا لنقل جثامين الشهداء وأغلبهم من الأطفال إليها بعد أن فاضت ثلاجة الموتى في المستشفى الكويتي الوحيد المتوفر في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
وعجزت الأطقم الطّبية الفلسطينيَّة عن إحصاء دقيق لقائمة عدد الشهداء لبشاعة المجزرة..
ونُقلت جثامين الشهداء إلى المستشفى الكويتي الخاص والهلال الإماراتي للولادة والأطفال بعد توقف مستشفى أبو يوسف النجار الرئيس في رفح جراء تعرضه لقصف مدفعي وإخطار جيش الاحتلال له بضرورة إخلائه.
وأوضح المواطن الفلسطيني «حمدان حجازي» صاحب ثلاجة الخضار التي استقبلت الشهداء، أن الثلاجة استقبلت أكثر من 35 شهيدًا، بعضهم معروف وآخرون مجهولو الهُوية، ولم يتمكن الكثير من ذويهم من القدوم لهم لخطورة الأوضاع الأمنيَّة.. وناشدت الأطقم الطّبية مرارًا بضرورة توجه العائلات لتسلّم أبنائهم ودفنهم لكثرة الشهداء وسط مطالبات من وزارة الصحة الفلسطينيَّة بتوفير ممرات آمنة لإخلاء الشهداء والجرحى..
وأكَّدت مصادر طبية فلسطينيَّة لـ«الجزيرة» أن عدد الشهداء في مدينة رفح جنوب القطاع غزة تجاوز 135 شهيدًا وأكثر من 350 جريحًا جلَّهم من المدنيين العزل، ومن بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء.
وحسب مصادر «الجزيرة» الطّبية ارتكبت طائرات الاحتلال الصهيوني مجازر في أحياء مدينة رفح «التنور، ومشروع عامر، والبلبيسي، والشوكة» بقصف منازل فوق رؤوس ساكنيها، واستهداف المارة بالطرقات بالتزامن مع القصف المدفعي الصهيوني لمنازل الفلسطينيين.
وسجَّلت «الجزيرة» شهادات لمواطنين من رفح شاهدوا تفاصيل المجزرة يقول أحد شهود العيان: ‘ن الاحتلال الصهيوني نَفَّذ إعدامات ميدانية بحق الفلسطينيين شرق رفح.. وكشف شهود عيان وسكان محليون آخرون إقدام قوات الاحتلال الباغي على إعدام عدد كبير من الفلسطينيين شرق رفح.. وقال الشهود: «إن المناطق التي تقدم بها الجيش الصهيوني في ظلِّ القصف المدفعي والجوي شهدت إعدامات جماعية للفلسطينيين؛ حيث قام جيش الاحتلال الغاشم بإعدام كل من بقي في منازلهم وذلك بإطلاق النار على رؤوسهم..
وأكَّدت مصادر طبية فلسطينيَّة «أن عدداً كبيراً من الجثث التي تَمَّ انتشالها شرق مدينة رفح كانت مصابة برصاص في الرأس، حيث إنهم لم يُقتلوا جراء القصف بل أعدموا رميًا بالرصاص من مسافة الصفر.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، ووفق آخر حصيلة طبية من غزة (..) فإنَّ عدد الشهداء الفلسطينيين ارتفع إلى 1810، فيما زاد عدد المصابين عن عشرة آلاف، غالبيتهم الشهداء والمصابين من المدنيين.
والعدد بالتأكيد في زيادة نظرًا لاستمرار العدوان الصهيوني لليوم الثامن والعشرين على التوالي.