الملفت للنظر أنها جاءت في شهر فضيل هو شهر رمضان بما له من روحانية وقدسية مختلفة عن سائر الشهور وفي كلٍ خير بإذن الله، غير ان المتابع الصائم المبتهل إلى الله الخاشع خشوع المتبتل في الليالي المباركة ليسوؤه ان يقرأ مثل العناوين والأخبار التي سترد بين هذه السطور، ذلكم بأن الأحرى أن نقرأ ونسمع ما يبهج النفس ويزيدها قرباً إلى الله من أعمال الخير والعدل والحب والمساواة، وما تتضمنه من معاني الصلاح الفردي وحُبّه للآخرين والدعوة اليه بحسن القدوة، لكن تأبى بعض النفوس التي غَلبت عليها شِقْوتها إلا أن تُظهر مكنونها السيئ لتزيد جراح المجتمع والأمة بأكملها وتُكدّر صفو وقوفها بين يدي الله، ولله حكمته في ذلك {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (37) سورة الأنفال، فما معنى ان يحدث في ليالي رمضان ان يكشف رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور الوادعي، عن إحالة عمالة في محل (بروست) إلى الشرطة للتحقيق معهم بتهمة حيازة كميات من القوارير معبأة ببول الآدميين في كراتين بالمحل، ويشار إلى ان مراقبي البلدية رصدوا عمليات مماثلة في السابق، حيث تم توقيف عمالة لحيازتها قوارير معبأة بالبول وتبين أنها تستخدم في تصنيع الخمور، ويلاحظ انها كراتين وربما استخدمت لعدة اغراض غير القلي والخمور واراد الله كشفها في هذا الوقت، وخبر عن المتحدث الرسمي للحسبة عن ضبط امرأة بالمدينة المنورة دأبت على ابتزاز الرجال بصفتها (خطّابَة) حيث تستدرجهم لأخذ صور لهم بأوضاع معينة ومن ثم ابتزازهم بها مادياً، ويلاحظ ان المسألة معكوسة هذه المرة فالمرأة هي التي تبتز (الخرفان) وهذا مصطلح شبابي للأغبياء امام عبث النساء المخادعات، ثم انها بمدينة الرسول الاعظم وفي الشهر الفضيل، ولكم ان تتخيلوا (الخرفان) وهم يصوّرون أجسادهم وعوراتهم للشيطانة، خبر آخر قال: إن رجال الضبط الإداري بشرطة ينبع أثناء جولاتهم الميدانية على الفنادق والشقق المفروشة تمكنوا من القبض على مقيم عربي متسول دخل إلى المملكة كمستثمر، وعلى جميع أفراد أسرته المكونة من أربعة أشخاص لمخالفة الاقامة وبحوزتهم مبالغ نقدية تزيد عن أربعمائة الف ريال وإيداعات بنكية تفوق الـ 800 ألف ريال، وسيارة فارهة ومجموعة هواتف جوالة، هذا نموذج للاستثمار العربي في بلادنا، فما عليه الا استدانة مبلغ من المال وتسجيله والقدوم للعبث هنا باسم الاستثمار، وفي الحقيقة فهو لم يكذب لا سيما انه في رمضان فهيستثمر بطريقته ومفهومه للاستثمار المربح جداً امام طيبة بعضنا او (سذاجته)، ومن طرافة جرائم العمالة المستهترة بأنظمتنا خبر من (مرات) حيث أقدم عامل على سرقة إحدى سيارات نقل النفايات التابعة لبلدية المحافظة أثناء توقفها بعد انتهاء الدوام، وكانت مثل هذه العمالة تمارس السرقة وتنقل المسروقات على سيارات النفايات ولكن يبدو ان الوضع مريح جداً لدرجة سرقة السيارة ذاتها والناس صيام والعيون شبه مغمضة، والغريب ان هذا العامل يفطر بمخيم المسجد ويصلي، فمن اقنعه بأن لا ذنب له في هذا البلد؟! فهذه أمثلة ونماذج لأحداث واخبار رمضانية مدهشة يقف المرء أمامها بتعجب شديد، باحثاً عن سر عدم اهتمام مثل هذه الفئات من العمالة بأنظمتنا وجُرأتها دون وجل.