عندما تزور «طيبة الطيِّبة» المدينة المنورة، مدينة رسولنا الكريم، تشعر براحة نفسية تنسيك متاعبك وهمومك اليومية، وتشعر بنشاط جسدي أيضاً لا يُثقل خطواتك، ولا يدفعك للأنين لو قطعت أمتاراً بالمئات متجهاً للحرم النبوي بكل يُسر وسهولة، ويكفيك إحساساً عميقاً بأنها مدينة حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن دخلها فهو آمن، وخصَّها رسولنا الكريم بفضائل وأدعية كثيرة، وهذا مما يخصّها بمكانة إسلامية عظيمة تحتاج لتقدير كبير يناسب مكانتها من المُكلّفين برعاية منطقة الحرم بالذات، ومن الزوار الذين يرتادونها طوال العام وخاصة في المواسم الدينية، وحكومتنا الرشيدة المشهود لها باهتمامها الذي لا يقف لتطوير خدمات الحرمين الشريفين وراحة زوارها من مختلف دول العالم لن يُثمر ذلك الاهتمام بنتائجه الطيِّبة إذا لم تكن هناك خطط شمولية لمختلف احتياجات وخصائص الزوار من مختلف الجنسيات وهذه هي نفس المعاناة تتكرّر في الحرمين الشريفين وليس وقفاً على الحرم النبوي فقط، ولكن من خلال تواجدي في هذه العشر المباركة في المدينة المنورة لاحظت أن نفس المواقف السلوكية الخاطئة تتكرّر كل عام على الرغم من الجهود الجبارة في إفطار الصائمين، وفي الصيانة والنظافة بعد ذلك في وقت قياسي، وفي إنجاز مُشرفات الحرم في متابعة وتنظيم حركة الدخول والخروج للزائرات والمُصليات، وفي انتشار الأمن في كل أرجاء منطقة الحرم لحماية المُصلين والزائرين، ولكن أتمنى من القائمين تقدير هذه الملاحظات ودراستها بعين الاعتبار للرقي بمستوى هذه الخدمات العظيمة أكثر ومنها:
1 - أن أمهات الأطفال خاصة في صلاتي التراويح والتهجد بحاجة لبرامج توعوية لهن، من حيث احترام المكان والاهتمام بنظافته ومتابعة أطفالهن للحد من إزعاجهم للمصلين، كذلك توعيتهن بكيفية الصلاة الصحيحة مع الأمام التي لا يتقيدن بها من حركتهن الكثيرة بسبب مراقبة أطفالهن مما يؤثِّر على خشوع المصليات الأخريات.
2 - لا بد إلغاء القسم الخاص للأمهات داخل الحرم النبوي لأصوات الأطفال أثناء لعبهم، وصراخ الأطفال الرضّع مع قراءة الإمام مما يؤثّر على متابعة المُصليات للصلاة بخشوع وسكينة وخاصة في صلاتي التراويح والتهجد.
3 - طريقة توزيع إفطار الصائم في ساحة الحرم وداخله والمبالغة في توزيع التمور والخبز والأرز بشكل يومي تحتاج لتنسيق أكثر ويتولى ذلك جهات منسقة للمشاركين بهذا العمل العظيم منعاً لرميها مع النفايات من كثرتها!
4 - ما يحدث ليلاً وبشكل يومي في ساحة الحرم من تجمّع النساء والأطفال وما يخلفونه وراءهم من بقايا الطعام والشراب ومهملات كثيرة إهانة كبرى بحق قدسية هذه البقعة الطاهرة ولا بد من إيجاد الرقابة المشدّدة على ذلك والحد? من هذا الاستهتار الذي لا يُشرفنا نحن المسلمين!
5 - وأخيراً وضع المعتكفات في الحرم بحاجة إلى تنظيم أكثر والاهتمام بنظافته، والأفضل وضع قسم لهن خاص يتحمّلن مسئوليته وخاصة من حيث طريقة نومهن على سجاد الحرم، وترك أغراضهن الشخصية متكدسة على أدراج الأحذية وغيره من الصور المؤذية لخشوع زائرات المسجد!
وأخيراً نسأل الله المغفرة والقبول، وكل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك.