قُتِلت الطالبة ناهد الزيد غدرًا وهي في طريقها لمعهد دراستها، قُتلت من اعتداء إجرامي وهي تسير في طريقها لوحدها ملتزمة بحجابها ولم يخطر ببالها أنها ستسقط صريعة طعنات مجرم غافلها لوحدها! لقد كانت وما زالت حادثة مؤلمة أفجعتنا جميعًا كمسلمين ومواطنين، ومازلنا مفجوعين من هذه الحادثة الشنيعة التي تدل على أنها ليست عابرة، بل مخطط لها وبتصميم عدواني عالٍ والدلالة عدد الطعنات التي تلقتها رحمة الله عليها! وحيث إن القاتل لم يتم القبض عليه إلى الآن لعدم الاستدلال عليه، لعدم ظهوره بكاميرات التصوير لأن تخطيطه الإجرامي الذكي بأن يعتدي عليها داخل الطريق المؤدي للمعهد والمليء بالأشجار (وهذا دليل قوي على الإصرار والترصد) وإلى أن يَتمَّ التعرف على الجاني والقبض عليه لا بُدَّ أن تتحرك وزارة التَّعليم العالي تحرُّكًا إسلاميًّا ووطنيًّا تجاه هذه الاعتداءات الوحشية على المبتعثين والمبتعثات، فالوزارة في ذمتها وأمانة في عنق كل مسئوليها هؤلاء المبتعثين الذين لا حول لهم ولا قوة، ويواجهون صعوبات كثيرة من أهمها «سوء التكيَّف النفسي والاجتماعي» في بلاد الغربة خاصة من يجهلون نوعية سكان تلك المناطق التي يبتعثون لها! ولنأخذ شهيدة العلم ناهد رحمة الله عليها، كطالبة دراسات عليا ملتزمة ولله الحمد بحجابها اللافت للنظر لسكان المنطقة ويشير لها بأنها «مسلمة» وهنيئًا لها هذا التمسُّك لأنّها حرب نفسية ليست هينة على كلٍّ من تبتعث أو تذهب حتَّى للسياحة الالتزام بالنقاب أو اللثام في بلاد تكره الإسلام والمسلمين لما تواجهه من مضايقات سواء بالكلام أو بالنظرات أو حتَّى بالإشارات!
وهذه النماذج الملتزمة بحجابها تأتي من بلادنا المسلمة ومن بعض مناطقنا المحافظة ويَتمُّ توجيهها من الوزارة بالتنسيق مع الملحقية للجامعات في مناطق يكون المسلمون أحياناً فيها أقلية مما يعرض هؤلاء المبتعثات الملتزمات بغطاء الوجه لمخاطر كثيرة قد تصل للقتل، مثلما حدث لفقيدة الابتعاث ناهد، فالملحقيات الثقافية دورها عظيم تجاه حماية وتوعية ومساندة طلابنا في الخارج واختيار الجامعات حسب مناطقها المناسبة لتوجُّهات طلابنا الدينيَّة ودرجة محافظة نسائهم على الحجاب الشرعي الذي مازال يستفز كثيرًا من الأوروبيين والإنجليز الذين يدّعون ويطالبون بحريَّة الأديان وممارسة شعائرها لكنهم يحقدون على النساء المسلمات والتزامهن بحجابهن الذي اعتدن عليه في بلادهن المسلمة!
وإن كانت المبادرات عظيمة وإنسانيَّة بعد مقتل ناهد لكن هذا لا يكفي لحماية المبتعثين في شتَّى الدول لذلك الحقد الذي لمسته شخصيًّا من سكان كثير من الدول الأوروبيَّة ويحتاج من وزارة التَّعليم العالي جهودًا واضحة لتصحيح النظرة السوداء لديهم عن المسلمين.
أخيرًا «رحمك الله يا ناهد وأسكنك فسيح جنَّاته، وألهم ذويك الصبر والسلوان، وعوضك بجنات النعيم».