زيادة (الراتب)؟!

إذا أردت (لخبر ما) أن ينتشر، اربطه بأحلام الناس وأمنياتهم، هكذا تقول القاعدة (الشائعة) للأخبار المُختلقة!.

موقع الـCNN باللغة العربية تحدث عن خبر وتكهنات العثور على (ذهب قارون) بالباحة، ونشر صوراً متداولة حول العثور على (الذهب)، كما أن عشرات المواقع العربية الأخرى تحدثت عن القصة ذاتها، التي بدأ انتشارها من (الواتس أب) محلياً؟!.

شرطة الباحة تنفي صحة (الخبر) والصور المتداولة، حول عثور (حفار يمني) على ذهب (قارون)، الذي قيل إنه عثر عليه أثناء مزاولته الحفر في أحد المشاريع، ووجدها تحت الأرض مدفونة في (جرار) وبكميات لا يقدر لها (ثمن)! وأعتقد أن تصرف الشرطه (مهني جداً) بنفي الخبر الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، وتداوله الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية!.

ربما كان للإجازة والفراغ وقرب العيد دور في انتشار مثل هذه الشائعات، فالسهر يساعد على اختلاق القصص وتداولها، العثور على (ذهب قارون في الباحة) ليست الشائعة الأولى، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، فرصيدنا (حافل) بالشائعات، ولعل أشهرها شائعة (مكائن الخياطة والزئبق)، وتجربتنا هناك مهمة، بعد بقاء الشائعة متداولة لأيام, حيث بدأ الناس يبيعون ويشترون (مكائن الخياطة) بأسعار كبيرة، متأثرين بالشائعة التي تسببت في (خسارة مادية) وخلاف بين البعض، بعد أن تم تبيان أن الأمر مجرد (شائعة) لا صحة لها!.

استقبالنا لمثل هذه الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة نشرها ولو من باب (التندر والاستغراب) هو ما يُساعد في انتشارها وتداولها، ولو أننا نطيل (النظر) في كل رسالة تصلنا، ونقرأها بتمعن قبل إعادة الإرسال، لقضينا على الكثير من الشائعات التي ابتلينا بها، بعض الشائعات ينجح معها (التجاهل) ليكتشف الناس من تلقاء أنفسهم بأنها كذبة وشائعة، أما البعض الآخر فيحتاج لتبيان وتدخل من المعنيين بالأمر!.

من الرائع أن يكون المتلقي (حذقاً، وفطناً، وواعياً) ليُميز بين الحقيقي والمزيف من الأخبار ويمنع انتشارها، ولكن دغدغة (المشاعر والأحلام) ببعض الشائعات هو ما يساعد على انتشارها بين الناس، رغم معرفة المتلقي بأنها مجرد شائعة!.

إلا ما سمعتوا عن خبر (زيادة الرواتب)؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.