حلوى (كبار السن) !

قديماً كان بعض (كبار السن) حتى من الغرباء، يحمل في جيبه (حلوى)، وبمجرد أن يراه الأطفال يجرون نحوه لتقبيله والترحيب به والحصول على الحلوى، العلاقات الإنسانية اليوم تأثرت كثيراً، بل إن بعض الآباء والأمهات يتضايق من إعطاء طفله (حلوى)!

أحياناً تشعر أن الخوف الزائد من آثار (السكريات)، وفلسفة (إدمان مركز المخ) لطعم الحلوى والتعلق بها، والشائعات المنتشرة (احذروا حلوى أطفال تسبب العقم)!.. إلخ من الشائعات، تأثير في تقبل العلاقة بين الأطفال والتمتع بحلوى كهدية من كبار السن، التي اختفت!

في الكويت وقطر سُجل منتصف رمضان الحالي شكاوى من وجود (حبوب مشبوهة) داخل علب حلوى القرقيعان، قيل في مرة أنها (حبوب حساسية)، وفي مرة يشتبه بأنها (حبة مخدرة)، وما زالت التحقيقات جارية، بحسب صحيفة الشرق القطرية.

لا يمكن تجاهل مكونات (حلوى الأطفال) التي تعرض في أسواقنا بمركباتها ومحتوياتها التي تعد -مؤسفة جداً- ومخيفة نتيجة الصبغات الصناعية، والطعم المُركب، وأحياناً استخدام الصمغ أو الغرى لتثبيت مكونات العلبة أو (اللعبة) التي تلتصق بالحلوى، والتركيز على (السكر الفارغ) الذي لا يحمل أي قيمة غذائية!

بالطبع لا ننتظر من مصانع وموردي حلويات الأطفال تقديم (وجبات غذائية غنية)، ولكن عرض حلوى جديدة على شكل (حبوب أوبودرة أو كريمة أو مكعبات سكرية أو شكولا) بمكوناتها المُضافة والصناعية وصبغاتها المنوعة، تدعو للتساؤل كيف فُسحت هذه المنتجات الغريبة، لعرضها دون تقنين؟!

جميع الأبحاث اتفقت أن الإكثار من تناول هذه الأصباغ والمواد الحافظة قد يؤدي للسرطان والطفح الجلدي والسكتة الدماغية والغثيان... إلخ، فمن يحمي الطفل من الكميات المعروضة؟ خصوصاً مع سهولة شرائها -أكثر من مرة- مما يُعرض حياته للخطر؟!

البائع من حقه أن يبيع، وزارة التجارة لم تُلزم المصانع والموردين بوضع تحذير, أو خطر تناول أكثر من قطعة في اليوم تبعاً للأبحاث، الثقافة الأسرية في هذا الجانب ضعيفة، وهدفها إسكات الصغير وإرضائه!

إن من يدفع الثمن هم الأطفال الذين انتشرت بينهم أمراض السرطان والربو والسكري.. إلخ، والتهمة لهذه المنتجات مع صمت غريب من الجهات الرقابية!

ليس من العدل التجّهم لو قدم (رجل مُسن) لطفلك حلوى؟ بينما يقوم بشرائها بشكل مفرط من البقالة!

وعلى دروب الخير نلتقي.