طالب زعماء العالم بإجراء تحقيق دولي في إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا وعلى متنها 298 شخصا، فيما تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن هذه المأساة التي أدت لتصعيد حالة التوتر بين روسيا والغرب.
وقال مسؤول أمريكي إن لدى الولايات المتحدة شكوكا قوية في أن الطائرة وهي بوينج 777 أسقطت بصاروخ متطور سطح - جو أطلقه انفصاليون أوكرانيون تساندهم موسكو. ولم ينج أحد من حادث إسقاط الطائرة أمس الأول الخميس فيما تناثر الحطام والأشلاء لمسافة أميال في مناطق يسيطر عليها المتمردون. وربما يمثل مدى هول الكارثة نقطة تحول بالنسبة للضغوط الدولية لحل الأزمة في أوكرانيا التي راح ضحيتها المئات منذ أطاحت الاحتجاجات بالرئيس الأوكراني الذي تسانده موسكو في كييف في فبراير. من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة ان صاروخا أرض جو أطلق من أراض يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا هو المسؤول عن إسقاط طائرة الركاب الماليزية أمس الأول الخميس. وقال أوباما ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه أكبر نفوذ لتقليل العنف في أوكرانيا لكنه لم يفعل ذلك. وأضاف أن الانفصاليين الأوكرانيين تلقوا دعما مستمرا من روسيا شمل أسلحة مضادة للطائرات. فيما بدا أن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت قد تجاوز الزعماء الغربيين الآخرين في إلقاء اللوم، إذ طالب اليوم بأن تجيب موسكو عن أسئلة حول «متمردين تساندهم روسيا» قال إنهم وراء الكارثة.
فيما قال الانفصاليون المؤيدون لروسيا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنهم سيكفلون دخولا آمنا للخبراء الدوليين الذين سيزورون مسرح الحادث. ونفى زعماء متمردي جمهورية دونيتسك الشعبية ضلوعهم في الحادث وقالوا إن مقاتلة تابعة لسلاح الجو الأوكراني أسقطت طائرة الركاب خلال رحلتها الدولية. وتحطمت الطائرة على مسافة 40 كيلومترا تقريبا من الحدود مع روسيا قرب العاصمة الإقليمية دونيتسك وهي منطقة تعد معقلا للمتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية الأوكرانية، وقد تمكن عمال الإنقاذ من انتشال 181 جثة من موقع إسقاط الطائرة، كما تمكنت سلطات الطوارئ الأوكرانية من العثور على الصندوقين الأسودين في موقع تحطم الطائرة الماليزية. وكان أكثر من 20 استراليا بين عدد من الجنسيات على متن الطائرة خلال رحلتها رقم إم.اتش 17 . وكانت هولندا من أسوا المتضررين حيث كان هناك 173 هولنديا بين ركاب الطائرة المنكوبة. وكان عدد ممن كانوا على متن الطائرة في طريقهم لحضور مؤتمر دولي عن مرض أعراض نقص المناعة المكتسب الإيدز في ملبورن ومنهم يوب لانجه وهو خبير هولندي بارز. واتهمت أوكرانيا متشددين مؤيدين لموسكو يساعدهم ضباط المخابرات الحربية لروسيا بإطلاق صاروخ طويل المدى ارض - جو من طراز اس.ايه 1 الذي يرجع صنعه إلى الحقبة السوفيتية. وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الذي يخوض نزاعا مع الغرب بشأن سياساته تجاه أوكرانيا - باللائمة على كييف من خلال تجدد هجماتها على المتمردين منذ أسبوعين بعد عدم صمود وقف لإطلاق النار. ووصف بوتين الحادث بأنه «مأساة» لكنه لم يفصح عن الجهة التي أسقطت الطائرة.