(إن الهجمات الصاروخية المستمرة ضد إسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف)، (تحث الولايات المتحدة إسرائيل على تفادي سقوط ضحايا مدنيين وهي تستهدف حماس في غزة) تصريح لجوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض،
(إسرائيل تحمي نفسها من إرهاب حماس) تصريح للناطق باسم البيت الأبيض، هناك دعوة من المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إلى ممارسة (أقصى درجات ضبط النفس)، (ندين بشدة الاستخدام المفرط للقوة) تصريح الحكومة الفرنسية (ندين ونرفض بشدة هذا العدوان الإسرائيلي) تصريح مسؤول عربي (عقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية للمنظمة) تصريح منظمة المؤتمر الإسلامي (الدعوة لقمة عربية طارئة يوم الجمعة المقبل) تصريح مسؤول في الجامعة العربية (التهدئة بالنسبة لنا أمر في غاية الأهمية وغاية الضرورة، لا يستطيع شعبنا أن يتحمل كل هذا... عدوان وحصار في آن معا، نحن نسعى دائماً إلى تثبيت التهدئة) تصريح للرئيس الفلسطيني محمود عباس، (يمكن سقوط المزيد من الشهداء ولكن لن تسقط غزة) تصريح لإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة (مجلس الأمن يدعو لوقف العمليات العسكرية بقرار غير ملزم) تصريح لمجلس الأمن الدولي، (إسرائيل تخوض حرباً بلا هوادة ضد حماس) تصريح إيهود باراك (لقد حذرنا ومن لم يسمع فلا يلوم إلا نفسه) تصريح وزير خارجية عربي.
لن أزعج القارئ بمزيد من التصريحات عن غزة لكني أود أن أفيده بأن كل ما سبق من تصريحات كانت في عام 2008م، أما تصريحات اليوم عما يحدث في غزة فقد أعرب مجلس الأمن الدولي مطلع هذا الأسبوع عن القلق العميق إزاء الأزمة المتعلقة بقطاع غزة وحماية المدنيين، وقال رئيس المجلس والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في بيان صحفي (إن البيان الصادر بإجماع كل دول أعضاء المجلس يدعو إلى عدم تصعيد الوضع، واستعادة الهدوء، وإعادة العمل باتفاق إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2012م، كما أكد مشروع البيان أهمية «واحترام القانون الإنساني الدولي».
كل ما له صلة بفلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص ومنذ عشرات السنين لن يخرج عن إطار التصريحات وآلاف الشهداء يتساقطون منذ عشرات السنين ونحن لا نسمع من الجهات الدولية إلا التصريحات، وتلك الأم المكلومة التي كانت تسكن مع أبنائها الأحد عشر في أحد البيوت المجاورة لأحد المساجد ثم سقطت عليها الصواريخ الإسرائيلية لتدك المسجد دكاً وتساويه بالأرض وتهدم المبنى المجاور له الذي كانت تسكن فيه فيموت خمسة من بناتها دفعة واحدة ويجرح البقية بعد أن دمرت الصواريخ المنزل فوق رؤوسهم وهم نائمون لم تسمع ولا تسمع لليوم إلا التصريحات.
هذه الأم المكلومة التي مات أبناؤها هل ستكفكف دموعها تصريحات أمريكا؟ أو ترحمها تصريحات العدو الإسرائيلي الذي يرسل صواريخه مؤكداً حرصه على أن يستهدف أفراد حماس ويبتعد عن المدنيين؟ هل سيأخذ بثأر أبنائها قادة فتح؟ أم يداوي جراحها قادة حماس؟ هل سيعيد بناء منزلها اجتماع منظمة الدول الإسلامية أم سيوفر اجتماع الدول العربية -إن حدث- مبنى بديلاً للمبنى التي تم تدميره؟ أم ستعلن رابطة العالم الإسلامي استضافتها مع بناتها في مقر خاص بها وما موقف مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وهم يشاهدون كل يوم تساقط الشهداء وارتفاع أعدادهم يوماً بعد يوم.
أيتها الأم المكلومة ليس لك إلا أبواب السماء فقد اكتفوا بالتصريحات من كل مكان وأغلقوا عليكم أبواب الأرض وحاصروكم عدة أعوام وهاهم يعيدون الكرة ليمطروكم بالصواريخ والقذائف من طائراتهم التي غطت سماء غزة لكنهم نسوا أن فوق هذه السماء جبار السماوات والأرض فلا تنتظري أحداً منا فلن يأتي أحد ولن نأتي نحن ولكن نرجو منك أن ترفعي يديك إلى السماء وسنرفع أيدينا معك، وسنبتهل إلى الله أن يفرج عنكم وأن يثبتكم وأن ينصركم على عدوكم، نعم فقط التصريحات هذا أقصى ما نستطيع أن نقدمه لكم اليوم، في الوقت الذي يقدم فيه الآخرون الحماية والرعاية لعدوكم.