إيران جمرة خبيثة، وشر مستطير، ودودة الأرض، ولها دموع التماسيح، تصرفاتها تثير الشك والقلق والريبة، وأعمالها بشعة مقيتة، إيران واقعة الآن بين سراب العظمة الحالمة وخراب القوة الغاشمة، ومازالت تسهم في تدمير البلاد العربية، وتفكيك شعوبها، وبعثرتها إلى طوائف ومذاهب وملل ونحل وفئات متناحرة، ديدنها منصباً منذ زمن بعيد على تدمير البلاد العربية من أقصاها إلى أدناها، فهي التي غذت نيران الحروب في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومولتها من خزائنها، وزجت بالشعوب العربية في أتون الجحيم، وهي التي غدرت بالجار العراق واستنزفت ثرواته، وتجاوزت على حدوده، ثم ورطته بحروب طائفية مذهبية بشعة، وهي التي تنطلق من أراضيها أصوات الثارات والانتقامات، وهي التي هدمت بغداد، ودمشق، ودمرت بيروت، وصنعاء، وحاولت بالمنامة، وهي التي كانت ومازالت من أخطر حاضنات الإرهاب والتطرف، وهي التي وأدت الوحدة العربية في مهدها، وهي التي فتحت منافذها الحدودية للمتطرفين الأجانب ليستقروا فيها وينفثوا سمومهم تجاه البلاد العربية وتشتيتها وتمزيقها وتقطيع أوصالها، وأوصدتها بوجوه العقلاء والحكماء العرب، حتى تحولت إيران إلى مرتع للمتطرفين والقتلة وعتاة المجرمين، وهي التي تصر على إبقاء البلاد العربية تحت طائلة الفتنة، وتمنع تحرره من قيودها الظالمة، وهي التي تحرض على إهدار الدماء، يساندها كثير من الرجعيين والمتحجرين والقصر الصغار، والذين في قلوبهم مرض، لقد مللنا ضجيجها وعجيجها وتباكيها على القدس وضياع الحقوق الفلسطينية، وهي التي لم تعمل شيئاً واحداً يذكر لا للقدس ولا للفلسطينيين، وفوهات بنادقها مغلقة تماماً تجاه الإسرائيليين، إيران لا تملك سوى حياكة المؤامرات الخبيثة, والدسائس البشعة، وتواصل التربص بالشعوب العربية، وضمر الشر لها، والسعي للانتقام من هذه الشعوب كلها على وجه التحديد، والإطاحة بها وبمقدراتها ونهب خيراتها، إنها إيران التي تجيد التلاعب بفصول مسرحية الفوضى العربية العارمة، والتي يبدو بأنها لن تهدأ، ولن تعرف الهدوء والاستقرار، وقطب الشر إيران تعمل ضدها بالسر والعلن وفق ثعالبية ماكرة، إن إيران تعد العدة كاملة لإشعال النار في الجسد العربي الكبير كله، وتتهاتف على إحراقه بالكامل بحملة مسعورة، بعيداً عن الحكمة والعقل والمنطق، حمانا الله من حقدها ولؤمها وغدرها ومكرها وأهدافها الشريرة.