لا .. لاستراتيجية النعامة!

العبثيون النعاج الذين صنعهم الأعداء يجرون ويناورون ويساومون ويستمرون بالنهج والمنهج الخبيث، قطعان مفلوتة تهيم بلا وجهة، مرتزقة، ينظرون للقتل والخراب والفوضى والشتات، صورهم بشعة وقبيحة كأفعالهم، تسلطوا على بلادنا تشويهاً وإفساداً وزيفاً، وخلطوا

الحابل بالنابل، الأرض والشجر والبيد والجبال وجهات بلادنا الأربعة، وكل ما هو جامد ومتحرك، ينطق بأن هؤلاء العبثيين وُلدوا من رحم العقوق والبلاهة والبلادة، رواد في الكذب والتنجيم وضرب الرمل والودع، ثيران دربهم الأعداء وخرجوهم، لكن من غير شهادات معترف بها، قرونهم ليست فولاذية، بل ورقية رقيقة، يخورون ويجولون في الساحة بلا توازن، يشتريهم الأعداء ويبيعونهم بثمن بخس كما كان يباع الرقيق في سوق النخاسة، مشتتين بين العصابات الحزبية والدولية وسماسرة النفاق والدجل، أدوارهم سليبية بغيضة في إثارة الفتن الطائفية والعرقية والقبلية والعائلية، يريدون أن يعيدونا إلى العصور ما قبل الوسطى، حرباً وقتلاً وتناحراً وتطاحناً وشرذمة، ثقافتهم الغدر والإرهاب والتسلط والسلب والنهب، إنهم أمراض خبيثة انتشرت علينا بشراسة، نتيجة المليارات التي صرفت عليهم من أعدائنا الذين ارتموا في أحضانهم بلا حياء ولا خلق ولا مبدأ، ليقذفوا بهؤلاء النعاج إلينا بما يشبه السم الزعاف، ليس لهم لياقة لافتة، ولغتهم سويقة وداعرة. لقد لعبت هذه المخلوقات التي تشبه النعاج المريضة دوراً إعلامياً قذراً، لا يعرفون المفردات الهادئة النظيفة، لكنهم يجيدون مفردات السب وجمل السفالة والوقاحة، سفهاء مؤججو الفتن والتشرذم، أفاعٍ قرعاء، ألسنتهم ملوثة، عملاء بامتياز للأعداء والمخابرات الأجنبية، يعيشون الفوضى والانفلات الأخلاقي، ومشاكلهم النفسية جمة، في قلوبهم رعب، وحركاتهم شعوذة، ويعيشون في مناطق السواد، مشاعرهم الوطنية لم تتحرك، وأحاسيسهم لم تستيقظ، وضمائرهم ميتة، وفي أجسادهم تعشش خلايا السرطان، أرصدتهم وكروشهم مليئة بمال الأعداء السحت الحرام، وغرائزهم تنتصب في ملاهي الشهوات، نكرات وعلل وخالون من واو العطف؛ لأن لا وجود للعاطفة في قلوبهم التي أصبحت أقسى من الصوان، أباليس تختفي تحت الثياب، أفاعٍ تحوم حول الرقاب، في دواخلهم براكين من الحقد والغل والجشع والطمع والانتقام والجريمة، لهم أجساد لكن ليس لهم أرواح. لكن ليعلم هؤلاء العبثيون النعاج أن بحيرة النار والكبريت بانتظارهم، وقبضة الحديد والأخرى التي من النار ستصفعهم بلا هوادة. أيها المتخلفون في العقل وفي الفكر وفي الطريق والمنهج استيقظوا من سباتكم، لقد ارتقينا كثيراً، وتعلمنا كثيراً، وتبدلت أحوالنا كثيراً إلى الأفضل والأحسن، وبتنا نغازل النجوم، ونقترب من القمر، ونطاول عنان السماء، وحتى بحارناات الملح الأجاج، صارت عذبة ونقية ونشربها الآن كطعم السكر، وبيدنا التي كانت قاحلة ومخيفة تحولت إلى حدائق غناء، وبساتين عطاء، وبيوتنا التي كانت من الشعر والوبر صارت أبراجاً شاهقة، وفللاً فاخرة، وشوارع الطين والرمل أصبحت مرصوفة ومعبدة، والقادم سيكون أجمل وأحلى، وأنتم ما زلتم تتسابقون وتتحاربون على نحر الرقاب والعبث والدمار وكيف يكون الخراب. لكننا نطلقها صيحة مدوية بوجوهكم أيها العبثيون المرتزقة النعاج بأنكم لن تفلحوا قيد أنملة، أو مثقال ذرة، ولن نمكنكم من الوصول إلى أهدافكم ومبتغياتكم البغيضة ومخططاتكم الشريرة، ولن يكون لكم بيننا وجود؛ لأنكم مثل الأحراش الطفيلية الضارة، تظهر من وقت لآخر، لتشوه نضارة الحدائق والبساتين الجميلة، لكنها سرعان ما تختفي وتزول، وسنكون لكم كالبراكين، وسنسحقكم لأجل وطننا وأمتنا، ومستقبل أجيالنا، والرب سيكون معنا، وسيبارك وطننا وحياتنا، ويحفظ رخاءنا وعيشنا وأمننا.