تداخلت المادة الإعلامية والإعلانية والمواد السلبية الموجهة مع بعضها حتى أن (+18) بدأت تختفي من الرسائل ، هيئة الاتصالات حجبت نحو (400) ألف موقع (إباحي) عن مستخدمي الإنترنت في السعودية خلال العام 2013م ، لكن هناك مواقع واقعة ما بين طرفي الإباحي الصريح والإرهاب البين ، تغذي الانحلال الاخلاقي وتقود للتطرف والتعاطف مع الفئات الضالة.
الرسائل التي نتداولها تحمل خطورة، لأن لها تأثيراً على الرأي العام إما بتضليله أو توجيهه بصور بطيئة وناعمة إلى متاهات اخلاقية، وأصبح لدى البعض شأن عادي أن يرسل مادة تخدش الحياء إلى قروب عائلي باعتبارها (نكته) أو مزحة وباعتبار الاعضاء فوق (18) وهي تدمر جانباً اخلاقياً بين العائلة وتسقط ادبيات أسرية حافظت عليها القنوات السعودية سنوات طويلة. تلك القنوات التي أسميناها (غصب واحد) -بالمناسبة أفضل أعمال المحطات تعرض وقت صلات التراويح-. هذه التمريرات في رسائل الجوال الفيديو والنصية وفي مسلسلات (مقدمات الإباحية) أصبح الناس يقبلونها بأسلوب التمرير (باص عيون) لتصبح بفعل التمرير من الاساسيات.
أنا لا أطالب بحراسة الفضيلة المطبقة على رسائلنا لكن لابد من الرقابة الذاتية المسبقة من العقلاء من أجل إعادة التوازن وحفظ السياق العام ،لابد ان تعود لنا تلك الروح العالية التي كنا ومازلنا نتصف بها التي تحترم مشاعر الاخرين وتلتزم بالقيم الاخلاقية حتى لا نسقط في محوري الشذوذ الاخلاقي و التطرف الديني ،وهنا يأتي دور قطاعات عدة في أجهزة الدولة مثل : وزارة الإعلام ،وزارة الداخلية ،هيئة الأمر بالمعروف ، وزارة الشؤون الاجتماعية ، وزارة الشؤون الاسلامية ،وزارة التربية والتعليم ،الجامعات وغيرها من جهات معنية بضبط السلوك الاجتماعي من خلال تقديم رسائل ذات مضمون قيمي وأخلاقي تقدم بصورة احترافية وذكية ،أيضا أن يرصد للعلاقات العامة مبالغ مالية لتنفيذ الرسائل الايجابية بدلا من الترويج عبر القنوات الفضائية للمقاطع الهابطة واعتبار منفذيها نجوماً وأبطالاً وشخصيات عامة لهم حضورهم الاجتماعي.
لا بد من ميزانيات مالية للعلاقات العامة لمواجهة طائفة كبيرة جداً من المخربين والمفسدين وتجار المواقف والذين يستهدفون القيم الاجتماعية ونواة الاسرة ، فالأموال التي تصرف على برامج الإعلام هي لمنع - بإذن الله - مخاطر كبيرة اخلاقية وإرهابية تكلف الدولة لعلاجها ومكافحتها المليارات.