حماية بلادنا

توجيه الملك عبدالله حفظه الله باتخاذ الاجراءات الامنية والاحترازية قرار نطمئن له لأنه يجنب بلادنا ويلات الحروب والصراعات التي تدور قرب حدودنا الشمالية وفي طرفيها الشرقي والغربي من حدنا الشمالي.

المالكي في العراق, وبشار في سوريا وكل من الرئيسين يعيش احلك أوقاته وأيامه الاخيرة ولن يتردد المالكي وبشار في اشعال الحريق في حدودنا بالحرب والارهابيين والمتطرفين المذهبيين،وقبل ذلك كانت سوريا حتى في الصفاء السياسي كانت تغرق بلادنا بالمخدرات ويتم عبر تنسيق قيادات سياسية وأمنية عليا في النظام السوري.

كانت الجزيرة العربية طوال تاريخها وتحديدا بلادنا هي الملاذ الامن لشعوب العراق وبلاد الشام، وبخاصة القبائل العربية،التي لوقت قريب كانت تتحرك وفقا لكمية هطول الأمطار والأعشاب ونباتات الأرض، ولم يكن خط الحدود مانعا لحركتها،كما أن بلادنا تحظى بحماية طبيعية تتمثل في قوس النفود الكبير - وهو التجمع الثاني من حيث المساحة والكثافة الرملية بعد الربع الخالي - ثم قوس الدهناء ويكاد يغلق هذا القوس الرملي تماما على بلادنا ويحميها أشبه بالسور الضخم باستثناء ممر واقع ما بين النفود الكبير وبين هضبة حسمي وجبال مدين في تبوك، هذا الممر أدى أكثر من دور ممر حضاري وتجاري وثقافي, وفي حالات سلكته الجيوش المعادية وعبر منه الغزاة الاجانب.

طول حدودنا مع العراق تبلغ (812) كم،وخط الحدود مع الأردن (745) كم، حيث تقع الاردن بيننا وبين سوريا،بالتأكيد أنه خط حدودي طويل جدا إذا أضفنا له خط الحدود الكويتية بطول (222) كم القريبة من البصرة العراقية ورأس الخليج العربي.إذن خط حدودي طويل وشائك حيث يمر عبر: الخليج العربي،هضبة الصمان،هضبة الحجرة،هضبة الوديان والحماد. وهي تشكل مع قوس النفود الكبير وقوس الدهناء عزلة طبيعية وتركيبة طبوغرافية معقدة،تضاريس صعبة على القوات المعادية ،وبالمقابل مكلفة ماليا وبشريا على المدى الطويل من حيث مراقبة المتسللين والجماعات الارهابية, وبالتالي هناك أكثر من خصم: الحكومات المعادية والجماعات الارهابية والجغرافيا.

اختلال الأمن بالعراق وسوريا في وقت واحد الهب منطقة الخليج وجعلها تحت ضغط الجماعات المتطرفة المدعومة من الحكومتين العراقية والسورية،لذا يتوقع مزيد من الإجراءات الامنية والازمات الكبيرة، وهنا لابد من تهيئة الرأي العام الخليجي وإعداده لمرحلة صعبة قادمة.