فتحت المهرجانات السياحية الصيفية باباً لكبار السن من الرجال والنساء للتكسب وتوفير مصدر مالي من خلال بيع منتجاتهم التراثية من المشغولات اليدوية والمأكولات الشعبية وغيرها. وأكدت أم يوسف إحدى البائعات أنها تعول عائلة مكونة من ستة أشخاص، وهي التي تقوم بالإنفاق عليهم من خلال بيع الأطعمة الشعبية في مهرجان صيف حائل. وقالت: أبحث عن الرزق الحلال، ويتاح لي ذلك في المهرجانات السياحية التي قد تدر دخلاً جيداً يسد حاجاتنا لأشهر قادمة. وتضيف أنها بدأت هذه المهنة منذ خمس سنوات تقريباً، وكل مهرجان يقام في المنطقة تشارك فيه. وتابعت: أقوم بإعداد الأطعمة الشعبية في المنزل، وأنقلها في حافظات لمقر المهرجان، وفي نهاية اليوم أكون قد أكملت بيع جميع ما تحويه هذه الحافظات. وتقول أم عويد، بائعة أخرى، إنها تمتهن إعداد وبيع المأكولات منذ أربع سنوات تقريباً.. وأضافت: «نصحني بذلك عدد من قريباتي يشاركن في المهرجانات وبالفعل شاركت معهن في أحد المهرجانات الصيفية في حائل، وأصبحت أشارك باستمرار في كل مهرجانات المنطقة. وقالت: لدي ثماني حافظات متنوعة المأكولات، وجميعها -ولله الحمد- يتم بيعها قبل انتهاء اليوم. وأضافت: دخلي اليومي يتفاوت حسب إقبال الزوار، ولكن المتوسط يصل إلى 800 ريال، مؤكدة أن الزوار طلبهم الأكثر على الحنيني والمقشوش والتمن، والأسعار في متناول الجميع وتتراوح بين 10 و15ريالاً. وتشارك السيدة رحمة سعيد -أكبر حرفية تبلغ من العمر 91 عاماً-، في صيف عسير، من خلال بيع مشغولاتها اليدوية، وقد روجت لنشاطها على مدى 7 عقود في المعرض السياحي الأول للتراث والحرف اليدوية الذي تنظمه غرفة أبها بالصالة المغلقة في معرض الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان أبها يجمعنا. وأشارت السيدة رحمة أن أفراد عائلتها يمتازون بحرفيتهم، فلكل منهم اختصاص بحرفة مختلفة، بما فيهم ابنها الكبير سالم، الذي تجاوز الـ 55 عاماً. ويبيع محمد سالم ألعاباً شعبية في مهرجان الباحة ويقول: أشارك أنا وزوجتي وبناتي اللاتي يقدمن نموذج التطريز للثوب العسيري فنحن عائلة متكاملة من الحرفيين نعتز بالحرفة, ونقدمها في كافة الفعاليات, والمعارض التراثية, وأنا أعمل على تقديم الحرف أمام الجمهور ليتعرف على ثقافة الحرفة والإنسان القديم الذي طوع خامات الطبيعة لخدمته».