التنوع في طرح القضايا المحلية بالصحافة السعودية -أمر إيجابي- وتعدد المدارس الصحافية السعودية اليوم (المطبوعة والإلكترونية) نتاج طبيعي لارتفاع سقف الحرية، وتنوع أساليب النشر إلى مستوى أفضل ، خصوصاً أن أغلب الصحف المحلية تعتمد على (صحافييها ومراسليها في الميدان) ، أكثر من البيانات أو أخبار وكالة الأنباء، لتخرج صباح اليوم التالي بعناوين وتفاصيل خاصة، تميزها عن غيرها!.
مجتمع بلا صحافة هو مجتمع (أخرس) لا يستطيع الدفاع عن آماله وأحلامه وطموحاته، ولا يمكنه التعبير عن آرائه ومواقفه، الصحافي محامٍ لم يوكله أحد ليترافع عنه، ولكنه يرى من واجبه أن ينتقد -القصور والخلل- ويضع يده على الجرح ، ويكشفه بلسان المجتمع الحالم دوماً بالتطوير والارتقاء, المهم أن تتحرك الصحافة باتجاه المجتمع واهتماماته، بأمانة الكلمة ، وصدق النوايا!.
إذا أردت معرفة مدى تحضر المجتمع، وانفتاحه على العالم، وتقبله لمتغيرات العصر بشكل إيجابي، فانظر إلى صحافته، فكلما كان هناك تنوع في الطرح ، ونقل ما يدور بداخله من أحداث ونشاطات دون تخوف أو تلميع ، مع تعدد المنابر الإعلامية، وتنوع المنتج، تأكدت أن أساسات هذا المجتمع متينة، وركائزه قوية، وهو يسير في الطريق الصحيح ، وهذا ما نتمناه دوماً لمجتمعنا وصحافته!.
لفت انتباهي استطلاع نشرته الزميلة (الرؤية الإماراتية) قبل يومين كشفت فيه أن 38.7% من الإماراتيين يرون أن الصحفي الحقيقي هو من يتمتع بالصدق والأمانة، بينما يعتقد 24% أنه من يمتلك الموهبة ويبحث بجد ، فيما يرى 17.8% أنه من يكون حياديا في طرحه ونقله للأخبار، ويرى 11.3% أن الصحفي الحقيقي هو الصحافي الجريء في طرحه ومواضيعه التي يتناولها ، وحذر 8.2% من الصحافيين الجشعين والدخلاء على المهنة ممن يقبلون الهدايا والعطايا مقابل الكتابة في اتجاه محدد أو تناول موضوعات بعيدة عن الواقع، مؤكدين أهمية النزاهة والحفاظ على ميثاق الشرف الإعلامي!.
برأيي أن أخطر وأهم ما في الاستطلاع أعلاه، هو الحديث عن (الصحافيين الجشعين والدخلاء على المهنة) والذي حصل على النسبة الأقل من اهتمام المتلقي ، لأن هؤلاء بإمكانهم نسف كل عناصر العملية الصحافية ببساطة ، وقلب الحقائق أو تحريفها وتزييفها، وتأجيل الصدق والأمانة ، مقابل مصالح أو أطماع أو هدايا وهبات!.
الصحافي هو عمود العملية الصحفية، وفي صلاحه صلاح منظومة النشر بأكملها ، فهل منحناه ما يستحق؟ حتى ننتظر منه ما يجب؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.