أخيراً سُحب البساط من البيتزا الإيطالية (رسمياً) في بطولة العالم للبيتزا نهاية الأسبوع، عندما فاز بجائزة أفضل بيتزا مارغاريتا في العالم شيف أسترالي يدعى (جوني دي)، وهو يملك (مطعماً صغيراً) للبيتزا في إسبانيا!.
الحفاظ على المقدمة والأفضلية ليس حكراً على أحد، فالشيف الأسترالي هزم أكثر من 600 منافس من 35 دولة أغلبهم من إيطاليا (بلد المنشأ)، التي تعلّم فيها فن صناعة البيتزا، وهو صغير وتدرب على يد طهاة إيطاليين، وبدأ منذ كان عمره 12 عاماً بخبز البيتزا ووضع مكوّناتها الخاصة، حتى تفوّق الطالب على مدربيه، وحصد الجائزة العالمية البيتزا، وما لفت الانتباه هو تعليق الشيف الفائز حول (تغيير أسعار البيتزا بعد حصوله على لقب أفضل بيتزا في العالم وبدأ افتتاح سلسلة لمطاعمه) ؟! ليجيب على الصحفيين فوراً ويقطع وعداً أمامهم بقوله (لا .. لن أفعل، لا يوجد لدينا خطط لزيادة سعر البيتزا)؟!.
أرجو أن يتعلم (تجارنا الكرام) من القصة السابقة ضرورة احترام المستهلك أو العميل، وعدم استغلاله ورفع سعر المنتج بمجرد تغيير شكله الخارجي، أو استقدام مواد من الخارج، أو الحصول على جائزة التميز (الفلانية)، أو جائزة أفضل مصنع (الفلانية)، أو شهادة مطابقة المواصفات (الفلانية)، وكلها شهادات وجوائز تمنح لمعظم المصانع السعودية والخليجية برسوم محددة وليست حكراً على أحد، أي أنها لا تمت للمُنتج الحقيقي وجودته بصله رغم وضعها عليه، بل هي جوائز وتقييمات للمنشأة وطريقة تشغيلها، وليست للمنتجات الذي ترتفع أسعارها في أسواقنا؟!.
كان بإمكان (جوني دي) رفع سعر أفضل بيتزا في العالم والتي تُباع بأقل من (19 دولاراً) في مطعمه الصغير، لكنه قطع وعداً أمام الصحافة، بأنه لن يرفع الأسعار في سلسلة مطاعمه الجديدة عند الافتتاح، احتراماً للمستهلك الذي وقف معه وسانده في بداياته، ولأنّ السعر عادل بالنسبة لكلفة (البيتزا الواحدة)، إنها ثقافة (القناعة) التي يجب أن يتحلّى بها التجار المسلمون ؟!.
تخيل لو أنّ الفائز بجائزة أفضل بيتزا في العالم (مطعم سعودي)؟!.
فوراً (ستتغير الأسعار)، كأول خطوة عملية!.
وعلى دروب الخير نلتقي.