فاصلة:
(من يتمتع بجمال النفس ليس مزعجاً لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة إلى الآخرين)
-حكمة عالمية-
للدكتور أحمد عمارة برنامج يومي بعنوان «سمّيها بأساميها» في قناة «المحور» مع المذيعة «سارة أسامة» فكرة البرنامج عميقة حيث يحاول الدكتور أحمد عمارة أن يلفت النظر إلى علم الكلام واللغة، وبساطة يجعلنا نفكر في منشأ أي سلوك نواجهه بردة فعل، إذ إنه من الأخطاء الجسيمة عدم تسميتنا الأسماء باسمها الصحيح.. على سبيل المثال أي ردة فعل سلبية منا تكون ردة فعل لظن سوء وقراءة خاطئة للمثير أو لسلوك الآخر.
علمياً فإن أي ردة فعل للإنسان لأي مثير تكون حسب البناء المعرفي له والذي تكوّن من المعلومات التي أدخلت إلى عقله. ولذلك فنحن نختلف في تسمية الأشياء أو قراءة المواقف حسب ما هو موجود في معلوماتنا المبرمجة في عقولنا.
فصراخ أي إنسان في وجهك في السوق يمكن أن تقرأه إهانة ويمكن أن يقرأه شخص آخر بشكل عميق بأنه فعل سلبي لكن النية إيجابية فالذي صرخ نيته مثلاً أن يلفت نظرك إلى شيء ما أو نيته يسرع للحاق بمصلحة له وإن كان الفعل سلبياً.
بدءاً يقرر»د. عمارة» أنه لا نية سلبية لأي فعل واتفق معه في ذلك فحتى المجرمين إن سألتهم عن نواياهم سيقولون قتلنا الشخص لنرتاح أو سرقنا لنطعم أطفالنا من وجهة نظرهم نواياهم إيجابية ولكن الفعل بالتأكيد سلبي.
وهنا يلفت د. عمارة النظر إلى دور الشيطان في وسوسته للإنسان حيث يقول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}.
معنى النزغ أن يوسوس الشيطان للإنسان باسم سلبي لأي فعل إيجابي حتى لا يقدم عليه الإنسان أو يوسوس له باسم إيجابي لفعل سلبي فيقدم عليه. ولمقاومة نزغ وتزيين الشيطان للإنسان يجب أن نقر أن نية كل البشر إيجابية إنما الأفعال هي التي لها أسماء إيجابية أو سلبية، عندما نؤمن بذلك فإننا نتوقف عن الحكم على الأشخاص ونخرج من دائرة الانفعال التي ينصح فيها بعدم اتخاذ أي قرار في الانفعال سواء كان فرح أو غضب لأن ارتفاع درجة الانفعال أيا كان نوعه يشل التفكير المنطقي فيقرر الإنسان ما يمكن أن يندم عليه بعد ذلك. لذلك في أي موقف انفعالي علينا أن نسمي الأفعال بأسمائها لنستطيع التعامل مع الموقف.
برنامج «سميها بأساميها « يستحق المتابعة لأنه يحدث تغييراً في مفهومنا لما اعتدنا على فهمه فيما حولنا من أسماء.