فاصلة:
(الاعتدال ينبغي أن يكون همَّ الإنسان الأول)
- حكمة صينية-
هذه بداية شهر رمضان الذي يردد المسلمون أنه شهر الروحانية، ومع ذلك يظل البعض منهم بعيدين عن التمتع بهذه الروحانية المتوازنة لصنع حياة أفضل للمسلم.
ترديدنا للأقوال أحيانا يختلف عن استشعارها والإيمان بها
السؤال: ما هو تعريف الروحانية؟
هل هي مرتبطة فقط بالعبادات؟ وهل المطلوب منا كمسلمين تخصيص هذا الشهر للعبادات فقط دون المعاملات ؟
يقول «د عمر فاروق عبد الله» في مقالة له بعنوان (كيف تعيش في الإسلام حياة هادفة )
«ان التأكيد على الالتزامات الاجتماعية يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام أكثر من مجرد عقيدة تعنى بالعبادات الشخصية ،ولا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها في نطاق أنشطة المسجد والمراكز الإسلامية.
إن أداء التكاليف الفردية مثل الصلاة والصيام لا يغني أبداً عن المهمة الأخلاقية للمسلم في القيام بواجبه نحو مجتمعه، ولا شك أن المسلم يعرض نفسه لسخط الله حين يتجاهل التزاماته المجتمعية ويقنع بعباداته الشخصية فقط، وفي الوقت ذاته لا ينبغي أن يكون هناك لبس وتفريط فقيام الشخص بالتزاماته تجاه مجتمعه لا يعني بالضرورة إعفاءه من التكاليف الفردية أو تقصيره فيها)
الإسلام هو دين التوازن والمسلم المتفكر في إرشاداته يستطيع تلمس هذا التوازن في حياته.
وإذا كانت العبادات تربطنا بالخالق فإن الالتزامات مع خلقه تربطنا به أيضا، ولذا كانت أرفع الدرجات عند الله لمن يمارس أخلاق الإسلام ولمن يعين الناس ولا يضر بهم مطلقا.
تستطيع فقط أن تستشعر أنك في إضرارك بالآخر بأي وسيلة فإنك تنتهك إنسانيتك التي أكرمك الله بها حين نفخ من روحه فيك وحملك مسؤولية الخلافة في الأرض، وحتما تشعر بالخزي أنك تضر مخلوقاً من روح الله.
نحتاج في هذا الشهر الكريم أن نضيف إلى التزامنا بالعبادات التزامنا تجاه مجتمعنا والإنسانية بالخير والسلام.