فاصلة:
(الحرية هي السيطرة التي نتمتع بها مع أنفسنا)
- حكمة عالمية -
لا شيء يمكن أن يستعبدنا بإرادتنا مثل العادات التي اعتدناها في حياتنا ، عادات في الطعام .. في الملبس.. في السلوك والتعامل مع الآخرين أو ما يسمّى الطّبع والذي هو سلوك مكتسب يمكن تغييره بالإرادة والتكرار الذين صنعاه.
ولكن لماذا يسهل تغيير العادات السيئة في رمضان؟
لوجود الإرادة والتكرار فقط، حيث إنّ هناك الكثير من الناس يغيرون عاداتهم السيئة دون انتظار رمضان تحديداً.
إنّ تكرارنا لأي شيء يجعله عادة وفي مجلة الأسرة الإليكترونية تحديد جميل لمراحل تكوين العادة أورده هنا، ففي معرفتها جزء كبير من اتخاذ القرار بتغيير العادات السيئة.
لكي تتكون العادات الجديدة يمر الإنسان بعدة مراحل:
أ - التفكير: حيث يفكر الشخص في الشيء ويركز عليه، بسبب فضوله أو أهميته بالنسبة له.
ب - التسجيل: بمجرد أن يفكر الإنسان في شيء يسجله المخ، ويفتح له ملفًا من نفس نوع الفكرة، ويربطها بجميع الملفات الأخرى التي هي من نفس نوعها، وهنا يسهل التغيير .
ت - التكرار: في هذه المرحلة يقرر الشخص أن يكرر نفس السلوك وبنفس الأحاسيس، دون إرادة فقد أصبح الأمر عادة.
ث - التخزين: هنا تصبح الفكرة أقوى ويصعب تغييرها، فيخزنها العقل بعمق في ملفاته ويضعها أمامه كلما واجه موقفًا من نفس النوع.
من وجهة نظري النقطة الأهم في تغيير أي عادة سيئة هي تغيير معتقدنا عنها وتوضيح آثارها السيئة للعقل.
يبدو الأمر سهلاً مع عادات كالتدخين وتناول المشروبات الغازية مثلاً، لكنه يصبح صعباً في تغيير العادات المضرة بالآخرين كالغيبة والنميمة والكذب ما لم نعترف بأنها مضرة.
فمثلاً، لو أردت أن تقلع عن الغيبة يجب عليك أن تعرف لماذا تتحدث عن الآخرين بسوء؟ وما هي الأوقات التي تنفتح شهيتك للغيبة ؟ مع من الناس تمارس سلوك الغيبة ؟
في رأيي ترك عادة الغيبة من أصعب ما يمكن تحقيقه، حيث البعض لا يعترف بأنه يغتاب الآخر وهذا بسبب قلة الوعي
«أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه «،
تساؤل إنكاري عميق من الله عزّ وجلّ يساعد في تقوية الإرادة لترك الغيبة .
جرب أن تراقب نفسك قبل أن تذكر أي إنسان بسوء سوف تتوقف لتسأل نفسك أقول أو لا أقول؟
ما هي نيتي في ما سأقوله؟
هذا الحوار الواعي مع نفسك سوف يجعلك تدريجياً تكره الغيبة وبالتالي لا تمارسها.
جرب أن تكتب في ورقة عاداتك السلبية التي تود التخلص منها، هذه الخطوة الأولى في طريق التغيير اكتبها وقرر أن تغيرها لأنها تضرك، جرب لن تخسر شيئاً، يكفي أنك عشت الوعي بذاتك.