حين يتحدث الرجل الرمز والقائد الفذ والعنوان الذي نفخر ونفاخر به نحن أهل هذه الديار المباركة والأرض الطيبة المملكة العربية السعودية ، يتحدث بكل عفوية وبساطة
* فينصت الجميع على اختلاف أجناسهم وأعمارهم وثقافاتهم ومرجعياتهم الفكرية والثقافية بل وحتى المذهبية، ليس لأن هناك كلاما منمق سيرتل ،ولا حتى عبارات جميلة منسوجة ستقال، ولكن قلباً كبيراً سيتحدث دون تكلف أو تلون وخداع وإنما شفافية مطلقة وتلقائية وعفوية لاحدود لها.
* وينبعث في النفس الأمل، وتشعر بالطمأنينة ،وتحس بالثقة والارتياح ،ومنطلق هذا وركيزته الأساس التفاؤل بالقادم من الأيام ،والثقة بمقدور الله عز وجل التي تلمحها في محياه أمد الله في عمره قبل أن تسمعها من فيه.
* ويتجدد لديك استشعار ولاة الأمر في هذه البلاد الميمونة المباركة أهمية العقيدة الصحيحة لضمان استمرار بناء الدولة ونهضتها وحماية بيضتها وتحصين حدودها ، فلا ذكر للماديات والتسلح قبل أن يتم التأكيد على وجوب الاستمرار على ما كان عليه الآباء من التزام حقيقي بالعقيدة السلفية الوسطية الصحيحة.
* وتعرف مكانة الأخلاق ومنزلة القيم في بناء وتكوين الشخصية السعودية ، وهذه النظرة الدقيقية ذات جذر ديني صرف إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حصر بعثته بإتمام مكارم الأخلاق.
* وتشعر بالاعتزاز الحقيقي لما تسمعه من لغة جماعية لا فردية في الخطاب الملكي، فاللحمة الوطنية و»النحن» هي الأساس الحاضر واللغة الناطقة حين يتحدث عبد الله بن عبد العزيز، إذ لا مكان للأنا ولا وجود للذات الملكية المتسلطة آحادية الوجهة ومطلقة السيادة وصاحبة القرار النهائي الذي لا يقبل الخرق ولا التبديل،كما هو الحال في لغة كثير من الساسة والعسكريين والإداريين المتنفذين حتى وإن دنت درجتهم وقل شأنهم وحٌددت صلاحياتهم وجاز لمن هو أعلا منهم مسألتهم ومحاسبتهم على ما يقترفون ويذرون.
* وتتعجب من مشاعر الرحمة وفيض العاطفة يتدفق في حديث المليك وهو يتكلم عّمن نعتهم بأبنائنا وللأسف الشديد ممن انتظموا وانتسبوا لجماعات إرهابية هم في قاموس الساسة والعسكر والمفكرين والكتاب والمثقفين بل وحتى العامة البسطاء المعدمين أعداء للوطن وفي خندق الغلاة المتطرفين.
* وحين يؤكد على أنه لافضل لأحد عليكم وإنما أنتم أصحاب الفضل على غيركم يسكت الأبواق الناعقة التي تريد أن تهز ثقة المواطن السعودي بمقدرات بلاده وبخيراتها وعطائها ومدها جسور التواصل الإيجابي مع جيرانها ومن جاء أرضها محتاجاً لها وطلباً مد يد العون والمساعدة.
حفظ الله قادة بلادنا المباركة ،وأمد الله في عمر عبد الله بن عبد العزيز، ووقانا جميعاً شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ،ودمت عزيزاً يا وطني ،وكل عام وأنتم بخير وإلى لقاء والسلام.