السطح والعمق!

خيط رفيع يفصل بين الشعر والنظم وهو خيط غير واضح لدى جمهرة المتلقين، وأغلبية المتابعين لكنه أكثر وضوحا في ذوائق المهتمين بالشعر والعارفين له.

الشعر والنظم متشابهان من حيث الشكل والمظهر الخارجي وفي بعض نماذج النظم شيء من الموسيقى والجاذبية كما في الشعر وكلاهما موزون ومقفى..

الفرق الكبير والمهم هو في المضمون والصور والأفكار في الطرح والتناول.. الفرق بالشعر واللاشعر!

الكثيرون يقعون ضحية لنيون النظم ويبهرهم بريقه فيظنونه شعرا فيقعون ضحية لهذا الظن.. من يتفرج على البحر من الشاطيء لا يرى إلا السطح وحركة الموج فقط لكنه يجهل العمق ومكوناته المبهرة وما في العمق أهم كثيرا مما هو ظاهر فوق السطح.

يقول الزهاوي:

إِذَا الشِّعْرُ لَمْ يَهْزُزْكَ عِنْدَ سَمَاعِهِ

فَلَيْسَ خَلِيقًا أَنْ يُقَالَ لَهُ شِعْرُ

في البيت تشخيص جميل لتأثير الشعر على متلقيه الباحث عنه.. لأنه قادر على التسرب للأعماق واستنهاض المشاعر الكامنة في عمق النفس والوجدان بعكس النظم الذي يتوقف دوره عند السطح دون قدرة النفاذ للداخل.

يرحل النظم كسحاب عابر خال من المطر.. ويبقى أثر الشعر خالدا وشامخا أكبر من النسيان أو التناسي!

خطوة أخيرة:

لـ(صنيتان المطيري)

تبي تحس براحتك وارتياحك

ومعني الحياة بصدق واليوم غير امس

لا تكتفي بالشمس تملا صباحك

حاول بعد في داخلك تشرق الشمس