في مقال سابق تحدثت عن التطور الذي نال خدمات ((السعودية)) من ناحية تيسير الحجز وزيادة المقاعد والتسهيل على عملائها عبر خدماتها الإلكترونية التي تطورت كثيراً فضلاً عن انضباط المواعيد وغيرها، وقد أجلت الكتابة عن ملاحظة مهمة يتطلع إليها من يسافرون على طائراتها ولا تكلف السعودية شيئاً. قبل ليال عدة شكا لي صديق عزيز ورجل أعمال الذي قدم ليلتها من رحلة على الخطوط السعودية، يقول عندما جلست بمقعدي بحثت عن مكان لحقيبتي اليدوية تحت المقعد ولم أجد، فالمكان ملغي أو فيه حاجز لا أستطيع بسببه وضع الحقيبة والرفوف العلوية ممتلئة فجعلتها أمامي بالفضاء بين مقعدي والمقعد الذي أمامي، وجاءت المضيفة تطلب مني وضعها بالدرج العلوي فأفدتها أنه لا يوجد مكان قريب مني ثم إنني لا أستطيع رفعها لألم بيدي وثالثاً لأنني أريدها بجانبي فلدي بعض العقود التي سأقرؤها بالرحلة، ولكنها قالت ذلك ممنوع: قلت إذن: وهذا الصوت الذي سمعته يعطي الراكب الخيار بين الأدراج العلوية والأماكن التي تحت المقاعد، فلم تستطع أن تجب لكنها أصرت، فقلت إذن خذيها، وجاء زميلها وأخذها ولكنه لم يجد لها مكاناً فوق فأعادها وهو محتار تماماً كحيرتي من هذا الأمر الغريب الذي تنفرد به ((السعودية)) عن سائر خطوط العالم. وعندما انتهى صاحبي قلت له: ليست هذه شكواك وحدك فالسعودية -مع الأسف- تشوه خدماتها بل وتخسر بحرمان الركاب من هذه الخدمة، وأذكر أني كتبت عن ذلك قبل هذه المرة من واقع ملاحظة صديق أزعجه عدم توفر أمكنة تحت المقاعد بالخطوط السعودية واطلع المدير العام السابق ((للسعودية)) م. خالد الملحم على المقال لكنه غادر موقعه قبل أن يتم تهيئة الأماكن التحتية التي هي موجودة بالطائرات سواء منها القديمة أو الجديدة التي تشتريها السعودية بل وموجودة ببعض طائرات السعودية، وهي موجودة بكافة الطائرات بالخطوط الأخرى لكن - مع الأسف - بتصرف غير موفق - تقوم ((السعودية)) بإلغائها من بين خطوط الدنيا. حاولت بعد شكوى صاحبي وغيره أن أجد مبرراً واحداً مقنعاً لإلغاء أماكن وضع الحقائب أو عدم تهيئتها تحت المقاعد فلم أجد إلا إذا كانت ((السعودية)) تريد أن تجعل لها ميزة عن خطوط العالم وبئس ((الميزة))، حيث تحرمهم من خدمة مهمة لهم. نعم إن كل الخطوط الجوية في الدنيا للراكب الخيار أن يضع حقيبته اليدوية في الأدراج العليا أو الأدراج التحتية أسفل المقاعد حتى حفظنا في كافة الخطوط الجية العبارة التي تقول: ضع أغراضك الشخصية بالرفوف العليا أو تحت المقاعد. الغريب أن مضيفي الخطوط يسمعونك هذه العبارة بكل رحلة لكن لا تجد هذه الأماكن تحت المقاعد في طائرات السعودية، فهي مغلقة بالضبة أو المفتاح أو تم عمل ديكور فيها بحيث لا تستوعب الحقيبة اليدوية!. لا أدري لماذا تشذّ ((السعودية)) عن شركات العالم. هل تعتبرها ميزة لها.. وأول مرة أجد ((ميزة)) تضايق المتعاملين معها. مصانع الطائرات والشركات العالمية هيأت إمكانية وضع الحقائب اليدوية بالأعلى والأسفل مدركين أن في ذلك خدمة للركاب وتسريعاً بجلوسهم بل مساعدة على سرعة الإقلاع حيث من أسباب التأخير البحث عن أماكن للحقائب فضلاً عن خطورة ازدحام الأدراج العلوية!. إن وجود أماكن تحتية يساعد بسرعة إجراءات الطيران بحيث لا يقف الركاب بالممرات ليبحثوا عن أماكن لشنطهم في الأدراج الفوقية التي سرعان ما تمتلئ، وثانياً: بعض الركاب يحتاج أن تكون حقيبته بجانبه لحاجته إليها كرجال الأعمال أو ((الوراقين)) أو بعض الركاب الذين يحتاجون إلى دواء في وقت معين.
السؤال الآن هل ترجع ((السعودية)) عن خطئها وتعيد هذه الأماكن في طائراتها خدمة لركابها وتسريعاً بإقلاعها ولسلامة الركاب لكيلا تسقط لا - سمح الله - عند ازدحام أدراجها العلوية. لقد تواصلت مع أ . عبدالعزيز الحازمي مدير عام الخطوط السعودية المكلف وقد وعدني خيراً، فهل يتم ذلك لتحسب له هذه الخطوة خلال إدارته لناقلنا الوطني، وضمن الخطوات الجيدة التي نراها تتم في هذه الفترة.