تتعدد أنواع التهريب للسوق السعودي، ويتفنن رجال العصابات الدولية وتجارها في مجال المواد المخدرة تحديداً في ابتكار أساليب التهريب، والهدف الأبرز اليوم هو السوق الكبيرة والغنية، السعودية.
منظمة الجمارك العالمية تحذِّر من أن السعودية من بين أبرز الدول المستهدفة من مافيا المخدرات الدولية باعتبارها هدفاً محدداً لعمليات التهريب. الأخبار لا تتوقف عن الكميات المضبوطة التي أصبحت تحسب بالطن وليس بالكيلو, وكذلك الحبوب التي أصبحت تُقاس كمياتها بالأوزان لا بالعدد.
حرب دائمة مع منظمات ترى في السوق السعودية فرصة لا تقارن بغيرها في الجوار والمنطقة، من ذلك ما أعلنته وزارة الداخلية، من إحباط محاولتين لتهريب 22 مليوناً و85 ألف قرص أمفيتامين، تقدَّر قيمتها السوقية بمليار و38 مليوناً و21 ألفاً ريال، في عمليتين مرتبطتين بشبكة تهريب دولية تنشط في تهريب الأمفيتامين إلى المملكة.
وتمكّنت الجهات الأمنية خلال ثلاثة أشهر من القبض على (849) متهماً منهم (278) سعودياً، بالإضافة إلى (571) متهماً من (31) جنسية مختلفة، لتورّطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات، تقدَّر قيمتها السوقية بـ(2) مليارين و(93) مليوناً ريالاً.
وبذلك أحبطت أكبر عمليتين على مستوى العالم في التهريب، لضخامة الكمية وتقارب الفترة الزمنية وارتباطهما ببعض، وكذلك وسائل التهريب.
من المستبعد تماماً القضاء على عمليات تهريب المخدرات لأن الأساليب متعدّدة ومتجدّدة كل مرة، وفي دول لها حدود واسعة لا يمكن بأى حال التحكم في مساحات شاسعة ومفتوحة برياً وبحرياً ضبطها بالكامل، وعمليات التمويه للتهريب وصلت إلى كل ما يمكن أن تفكر به أو تتخيله، مثل التهريب عبر مصاحف من القرآن الكريم، وعلب مواد غذائية وحليب أطفال، ومن بين الأغرب محاولة تهريب ما يقارب 930 ألف حبة كبتاجون داخل حبوب «اللوز» عبر تفكيك حبوب «اللوز» واحدة واحدة ووضع الكبتاجون داخلها..! و ضبط ما يقارب مليون حبة كبتاجون داخل فواكه الرمان, و22 كيلوجراماً من الكوكايين داخل الأسماك.
لن يتوقف التهريب، ولم يحدث ذلك مسبقاً في أي مكان بالعالم، لكن من الممكن الاعتماد على الجهد التوعوي كخط أو ل وثابت، وهو أمر لن يحدث قبل أن نتجه إلى تغيير أسلوب التبسيط في المعالجة والتوعية، والذي بات يحتاج إلى تحول أو تغيّر، - فمثلا- الحديث عن «استهداف» أو «فترة امتحانات» وغيرها يحتاج إلى إعادة نظر.. وإعادة الدراسات، بل الإستراتيجيات التوعوية العامة..
كنا نقول إن الشباب مستهدف لتحطيم وإضعاف الأمة، لكن الحقيقة يجب أن تعاد القراءة بشكل مختلف حتى لطريقة تبريرنا، هناك شباب حائر في مجتمع محافظ، وباقل أنواع الترفيه الممكنة، وهناك العمر وطبيعة المراهقة وما بعدها، والتى يبحث شبابها عن تجارب تقترب من الخطورة والجهل، قد تجعل البعض يقع ضحية ترفيه يضره. وجهة نظر علينا أن نقبلها بشكل مختلف، ولو على نطاق محدود..
الحقيقة أن فلسفة إستراتيجية المكافحة برمتها يجب أن تتغير .. وترجمة الإستراتيجة القديمة Say No To Drugs.. لا للمخدرات.. يحتاج إلى نفض وتجديد، فقد أصبح ضرره أكثر من نفعه في عصر المنصات الاجتماعية .. والشاشات والأجيال الذكية .. في حين لا تزال «المكافحة» وأساليب التوعية متوقفة على الأسلوب القديم؛ التحذيرات المكررة..