مصر تنصب اليوم رجلها القوي عبدالفتاح السيسي رئيساً سادسا لجمهورية مصر العربية. واليوم هو عطلة رسمية هناك بالمناسبة التي يحضرها شخصيات عربية وإسلامية ودولية مرموقة لاحتفال كبير وبهيج للأمة.
حيث تمكن العرب من دحر أخطر مشروع هدد وجودهم وأمنهم القومي في العصر الحديث، وكاد أن يقود المنطقة العربية من الخليج للمحيط إلى فوضى وتقسيمات لا نهاية لها تحت غطاء ما عرف بمشروع «الشرق الأوسط الكبير»مصحوبا بفلسفة «الفوضى الخلاقة».
تحت رعاية وظلال جماعة الإخوان ومن ساندها من دول المنطقة مثل تركيا وقطر. أوشكت تلك الفوضى الكارثية، والتي وصفها القائد العربي الاستثنائي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في برقبة التهنئة التاريخية فور الإعلان عن فوز الرئيس المصري الجديد (.... إن شعب جمهورية مصر الشقيق الذي عانى في الفترة الماضية من فوضى، سمّاها البعض ممن قصر بصره على استشراف المستقبل (الفوضى الخلاقة) التي لا تعدو في حقيقة أمرها إلا أن تكون فوضى الضياع، والمصير الغامض، الذي استهدف ويستهدف مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها... هذه الفوضى الدخيلة علينا، والتي ما أنزل الله بها من سلطان، قد حان وقت قطافها دون هوادة، وخلاف ذلك لا كرامة ولا عزة لأي دولة وأمة عاجزة عن كبح جماح الخارجين على وحدة الصف والجماعة).
لا شك أن التحديات مستمرة، ولا زال الكثير منها يشكل تهديدا حقيقيا للوضع الجديد وفي مقدمتها المعضلة الاقتصادية، وهو ما جعل الملك عبدالله الذي حفظ للأمة أمنها، -وفعل ذلك إقليميا وخليجيا في البحرين، وفعلها عربي ودوليا في عمق الأمة الأهم مصر-، الملك عبدالله دعا إلى عقد مؤتمر اقتصادي لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية. فيما كانت الإمارات العربية المتحدة أول المستجيبين على لسان ولي عهد أبوظبي الأمين محمد بن زايد.
ها هو المحور القوي الجديد والمتوقع يقطف ثمار صمودها رؤيته، ويؤسس لعمق جديد، حيث (السعودية والإمارات ومصر)، وسينضم إليهم كل بلد تتطهر وتطهر من المخطط الإخواني الفاسد.
الأهم أن المشروع الإخواني بخياناته المعروفة ومؤامراتها على كل ما هو خارج الجماعة والعشيرة وبكل أساليب إرهابه كشف. وهو كشف يجب أن يستمر، ليصل إلى داخل المفاصل المختلفة لأجهزة (الدول/الدولة) بكل قطاعاتها،نحو تطهير الأجهزة الإدارية والتنفيذية من الأيدلوجيات وتحديدا هذه الحزبية السرية التي عملت على الانتشار في الأجهزة التنفيذية والقطاعات الحيوية كالتعليم بكل فئاته -مثلا-، انه فضح لذاك الورم السرطاني الخبيث الذي يتحين الفرصة للانقضاض وإهلاك الجسد - الأمة.
ما حدث أن الزعامات فضحت، والكوادر كشفت، وفكرة التمكين السخيفة عريت، لكن بقى الكثير من العمل لتطهير الأمة من أثرها ذاك السرطاني الذي تم كشفه وتشخيصه وبتره واجتثاثه.
إلا أن مرحلة الرصد الدقيق لما قد يكون تبقى منه، وحتى لا يعود مرة أخرى لضرب جسد الأمة، مرحلة لا يفترض التهاون والاسترخاء عندها بنفس طريقة العناية الفائقة لجسد معتل استطاع بمهارة وصعوبة أن يتخلص من الورم الخبيث، إلا أن الوصية الباقية هي المزيد من الاحترازات الضرورية والحذرة جداً من أجل تأكيد السلامة النهائية من سرطان الإخوان.
وهو ما يعنى ابتعاد الدول المخربة والداعنة للفوضى عن شؤون مصر،»فالمساس بمصر يعد مساساً بالإسلام والعروبة، وهو في ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه، أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان... يقول الملك القوى عبدالله بن عبدالعزيز..