بعد إعلان موازنة الدولة الماضية، كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) كلام نفيس، يحمل توجيهاً محدداً وواضحاً لمسؤولي الدولة وبالذات الوزراء، بتحمل أمانة المسؤولية، عندما قال: (أطلب من الوزراء أن يؤدوا واجبهم بإخلاص وأمانة، ويضعوا الله عز وجل بين أعينهم)، مذكراً بأعظم القيم الإنسانية التي شدد عليها الإسلام وأكدها في حقوق الناس وأعمال الدولة وهي: (مخافة الله، والأمانة، والإخلاص)، خاصةً في ظل الإنفاق السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمليارات الضخمة، التي لم تستثن منطقة أو محافظة سعودية من برامج التنمية ومشاريع النهضة المتواصلة.
لقد استرجعت كلام خادم الحرمين الشريفين، وأنا أتابع باهتمام شديد مشاريع منطقة حائل القائمة، سواء المتعثرة أو المتأخرة، لأن ذلك الحديث من رأس الدولة تأكيد لكل وزير، أو مسؤول حكومي تنفيذي بأن يعمل على تحقيق رفاهية المواطن وخدمته وصولاً إلى رقي الوطن ونهضته، فلا عذر بعد اليوم، فالمال موجود، والوقت متاح، والجهد موفور. غير أن نظرة عابرة لمشاريع حائل، التي لا تختلف عن مشاريع مناطق المملكة الأخرى، يجعلنا نقلق بجد، ونتساءل بحيرة، ونتطلع بأمل يملأ جيوب المستقبل إلى إنجاز حقيقي لتلك المشاريع.
فحسب ما ذكره الكاتب والإعلامي الأستاذ يوسف الزهير وهو من أبناء حائل، أنه بحلول شهر رجب الماضي للعام الجاري 1435هـ، تكون أهم مشاريع حائل قد اقتربت من الدخول في دوامة العقود الزمنية (10 أعوام فأكثر)، بعد هدر السنوات المتتابعة. فمستشفى شمال حائل (التخصصي) مضى عليه 9 سنوات ولم يكتمل فضلاً عن تشغيله، ومدينة حائل الاقتصادية مضى عليها 8 سنوات ولم ينصب فيها عموداً واحداً حتى لو كان مجرد إنارة، ما يعكس حقيقة الواقع الاستثماري في منطقة حائل، ومشروع توسعة طريق الملك عبدالعزيز وسط مدينة حائل يدخله عامه الثامن ولم تنته مرحلته الأولى، رغم أن المشروع بتوجيه مباشر وواضح من خادم الحرمين الشريفين، وهو لا يتجاوز 12 كيلو و800 متر طولاً بعرض 60 متراً. أيضاً هناك طريق (حائل - المدينة المنورة) السريع، الذي يعاني التأخير بعد أن عانى من التعثر مرتين، فقد مضى عليه حتى الآن 9 سنوات ولم ينجز منه إلا قرابة 100 كيلومتر، والطريق بطول 400 كيلو تقريباً، وقد رصد له من ميزانية هذا العام 130 مليونا لتنفيذ 37 كيلومترا، ولك أن تحسب كم يحتاج الطريق من سنوات كي يكتمل، قياساً بما يتم رصده من ميزانية النقل كل عام. كذلك الحال بالنسبة لطريق (حائل - الروضة) فالطريق مضى عليه 8 سنوات.
أيضاً من المشاريع المتأخرة مشروع مختبرات كشف السموم على الخضار فله 7 سنوات ولم ير النور، ناهيك عن مشروع الصرف الصحي، وإعادة سفلتة الشوارع وغيرها.
هذه المشاريع التي تتعثر بسبب المقاولين، وتتأخر بسبب أعمال التنفيذ البطيئة لغياب الرقابة الصارمة والمتابعة الجادة من الجهات المعنية داخل منطقة حائل، هي مشاريع محورية وتمس مجالات حيوية بالنسبة لنهضة المنطقة، كونها مشاريع ترتبط بالتنمية المباشرة لحائل على مستوى الصحة، والنقل، والزراعة، والاستثمار وغيرها. فمتى نشهد احتفالات التدشين والافتتاح؟ فقد مللنا احتفالات الحجر الأساس؟ حقيقة لا أملك الجواب.