بعض الكتب مؤلفوها من القدامى أي أنها مخطوطة حققت وقدمت للنشر وبعض الكتب مؤلفوها من المعاصرين أي أن مؤلفها على قيد الحياة أو ألَّف كتابه بعد ظهور المطابع.
حديثي هنا عن الكتب المخطوطة التي قام محقق وناشر بنشرها بعد قراءة المخطوط.
هذه الكتب من الأهمية بمكان وعليه فلا بد أن تحرص على أجود طبعاتها.
جودة طبعة الكتاب التراثي يُستعان بمعرفتها بأمور، فأحياناً يكون المحقق دليلاً على أن هذه الطبعة مميزة، فإذا كان المحقق من كبار العلماء مثل حمد الجاسر على سبيل المثال وحقق كتاباً تراثياً، وحققه شخصٌ مغمورٌ فعليك بتحقيق الأول وطبعته.
وفي بعض الأحيان يكون للكتاب التراثي أكثر من طبعة، لكن قد تعرف أجود الطبعات من ناشرها، فعلى سبيل المثال تنشر بعض الجامعات تحقيق طلاب الدراسات العليا لهذه المخطوطات وتطبعها، وهنا فالنشر الجامعي أو الأكاديمي في أكثر الأحيان أدق منه من نشر الهواة والمتطوعين، وهذا ليس على إطلاقه.
الكتاب التراثي كنز أصيل، والمادة التراثية المطروحة عبره تفوق في أهميتها في كثير من الأحيان طرح المعاصرين خصوصاً في الموضوعات الشرعية والتاريخية والأدبية، فلا بد من تأنٍ قبل توفير الكتاب، وبخاصة إذا كنت ستوفر الكتاب لمكتبة عامة أو لمجموعة من الطلبة.
أخيراً، من المهم البحث والسؤال قبل اقتناء الكتاب فهناك كتب تخدم الباحثين في هذا المجال، أذكر منها على سبيل المثال كتاب العلامة المصري الراحل محمود الطناحي وعنوانه: الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم، فهو كتاب مفيد في بابه، وهناك كتب أخرى في موضوعات تراثية أخرى، احرص على أن تطلع عليها قبل شراء الكتب التراثية واقتنائها.