في بعض الأحيان تثار قضية أو يتحدث الناس في موضوع، وتناقشه وسائل الإعلام أو عبر المجالس، وتجد أنك في أحيان قادر على المشاركة وإبداء الرأي، وفي أحيان أخرى يثار موضوع آخر، وتحس كأن الحديث ليس لديك أدنى علم به وكأن الحديث عن أسماء القرى في الأرجنتين أو الطقس في فنزويلا، أو أن كل من في المجلس يتكلم اللغة الصينية بطلاقة وأنت لا تميز من كلامهم لا حرفاً ولا جملة!! هذا شعور لا بد أنه قد أتى لدينا في موقف أو آخر، فمن المستحيل أن يكون أحدنا ملماً بأطراف الحديث في أي موضوع يثار، وهذه صفة لا يدعيها إلا متعالم.
لماذا تتحدث في موضوعات وتلتزم الصمت في موضوعات أخرى؟! السبب باختصار يعود إلى المخزون المعرفي لديك والحصيلة السابقة من القراءة والاستفادة من حديث وتجارب الآخرين، فبعضنا وللأسف علاقته بالكتاب ووسائل المعرفة مرتبط بالاحتياج فإذا أتت مناسبة تتطلب أن يقرأ في موضوع معين تجده يقرأ في هذا الموضوع أو يسأل حتى يحقق رغبته المعرفية المؤقتة، ثم يعود بعدها للقطيعة مع وسائل العلم والمعرفة.
جميل أن يكون لديك وقت مخصص للاستزادة المعرفية وذلك من خلال القراءة أو من خلال سلسلة برامج ثقافية وثائقية في كل المجالات لا تتوقف عن بثها القنوات الفضائية المتخصصة أو الثقافية.
باختصار طلب العلم والمعرفة ليس مرتبطاً بسن وليس مرتبطاً بموضوع معين، بل هو نداء داخلي لديك، وكما ينقل عن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: كفى بالعلم شرفاً أنه يدعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نسب إليه من ليس من أهله، وكفى بالجهل خمولاً، أنه يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه.